كم أنت قاس أيها الزمان
لتكتب لنا الفراق قدر
فى لحظة تسلب منا كيان
كنا نحلم معه بالغد المنتظر
كان إمداد دائم بالحنان
انقطع عنا فى لمح البصر
و احساس بالفرح و الأمان
ضاع هو الآخر دون نُذُر
كنا نطلق لخيالنا العنان
و نتصور ما هو أبشع ضرر
و لكن لم يخلد أبدا بالأذهان
أن أمر الفراق قد صدر
هل تدرى ما حالنا الآن
و الحزن فى نفوسنا قد كبرُ
أصبحنا نذهب لنفس المكان
و نذكر لقاء لم يعد له أثر
و نظل سجناء ذكرى انسان
كان هو الماضى المزدهر
و لا يفلح لقلوبنا نسيان
ذلك الذى ضاع و اندثر
بل يشعل الفراق فينا النيران
لأنه أضاع منا كُثُر