الجمعة، 19 سبتمبر 2008

ماذا تفعل؟؟


ماذا تفعل عندما بلا سبب تلام
و يوجه لك الكثير من الكلام
و أنت مخلص حتى فى الأحلام
و تتحرى الحق و لو اشتد الظلام
ماذا تفعل أيها المسكين مع أنام
يوجهون لك دائما كلمات كالسهام
أفعال تصدر أقرب هى للانتقام
و يجعلونك مذنب فى قفص اتهام
ماذا تفعل أنت و كل تلك الآلام
تأتى من الأصدقاء و ذوى الأرحام
فخلت حياتك معهم من أى سلام
وهُددت كل علاقاتك مهم بالانفصام
ماذا تفعل بجديث و نصائح لا ترام
و مجبر أنت أن تنصت لهم بكل احترام
و تقابل كل نصيحة بفهم و ابتسام
مع أنك جدير لتكون لهم معلم الاتزام
أما أنا فاصبر و أرجو حسن الختام
من أجلك فقط يا ذا الجلال و الاكرام
أصبر و أحاول تجنب معهم الصدام
لتستمر الحياة بلا عداوة أو خصام
و يبقى الأمل أن أحيا فى حب و وئام
و أتجنب شرور كل الخائنين و اللئام
و أرى الجروح القديمة يوما فى التئام
و يظل الرضا ساكنا فى قلبى بانتظام

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة 6 و الأخيرة

و بعد أن وصلوا إلى بيتهم صعدوا جميعا إلا أحمد..كان يشعر أنه لا يريد أن يدخل البيت..كان يشعر أنه رأى الكثير و الكثير حتى لم يعد يحتمل أكثر من هذا..هو لم يكمل اليومان بعد الغيبوبة ، و بالرغم من ذلك مروا عليه و كأنهم عشرين عاما..و رأى فيهم ما لم يراه فى حياته كلها..
كل هذه الافكار كانت تتصارع فى عقله و هو يمشى و يمشى..كان يمشى أملا فى أن يشفيه الهواء العليل و تريحه السماء الصافية..
بعد فترة من المشى وجد نفسه أمام المستشفى التى كان فيها..تردد قليلا ثم دخلها ، و ظل ينتقل من قسم إلى آخر حتى وصل إلى القسم الذى كان يريده.."قسم الأمراض النفسية"
نعم كان هذا هو القسم الذى يريده..ربما يجد هناك دواء أو علاج ما يساعد على التواكب مع هذا العالم المخيف..و بينما يجلس فى الاستراحة وجد طبيبان من قسم الامراض النفسية فى موقف ملفت للنظر..
لقد كان أحدهم غاضب بشدة و يصيح بينما الآخر يحاول تهدئته و جذبه بعيدا عن أعين المرضى..و كان صوتهم مرتفع حتى أن أحمد سمع جزأ من حديثهم..
الطبيب الأول : دى حاجة تقرف..المرتب ما يكفيش حاجة ساقعة و شيبسى و استحملنا..لكن كمان يخصموا منه..كده كتير قوى..نعمللهم إيه اكتر من كده..ماجستير وخدنا و شغل شاغلين ليل و نهار..احنا غالطنين أننا سكتنا من الأول..
الطبيب الثانى:اهدى بس..و تعالى ندخل جوه..
لا إله إل الله و لا حول ولا قوة إلا بالله..إنهم يحتاجون من يساعدهم لا أن يساعدوا أحد...لقد أخطات بالمجىء هنا..كان أحمد يقول لنفسه هذا الكلام و هو ينسحب بهدوء من المستشفى..
و استمر فى السير مرة اخرى..بعد وقت قليل وجد نفسه أمام المسجد الذى كان يصلى فيه الجمعة...دخل و توضأ و صلى ركعتين لله..إن شاء الله سيجد الراحة المنشودة فى المسجد و إلا أين عساها أن تكون؟..
بعد أن صلى وجد نفسه يدعى بالكثير من الأدعية حتى وصل إلى دعاء:يارب ارفع مقتك و غضبك عنا..ووجد نفسه لا يستطيع أن يدعو بغيره..ظل يردده كثيرا و بكى و هو يدعو..و استمر يدعو و يدعو و ارتفع صوته فى الدعاء و لكن هذا ليس صوته فقط..نظر خلفه فوجد رجلان يأمنوا على دعاءه..شدهم الصوت الباكى الخاشع و جذبهم الدعاء المنشود..
و عاد مرة اخرى إلى الدعاء و الصوت يعلو أكثر و أكثر..نظر خلفه للمرة الثانية فوجد الرجلان أصبحوا عشرة..كان الناس ينجذبون إلى هذا الدعاء ، و كان أحمد كمن ضغط على جرح قديم مستمر لم يبرىء حتى الآن،و دعا بدعاء يتمناه الجميع..كانت أمنية شعبية..و ظل يدعو ساعات و الناس تأمن حوله و العدد فى ازدياد
............اللهم ارفع مقتك و غصبك عنا.........
تمت
لينك الحلقة على الفيس بوك:
أتمنى أن القصة تكون عجبتكم و ما كنش طولت عليكم..

الأحد، 14 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (5)

و بعد أن عاد إلى البيت أخذ يحكى لزوجته عن كل ما حدث و هو فى منتهى التأثر و هى غير متأثرة على الاطلاق...فقط لأن هذا الكلام و تلك الأخبار ليست جديدة عليها مثل زوجها..
و بينما هو يتحدث كانت زوجته تطبخ..فسألها بعدان أنهى كل حكايته: صحيح..أنت عاملمنا أيه النهاردة؟ فراخ؟
نظرت له الزوجة كمن تنظر إلى مجنون و هى تكاد أن تصرخ: فراخ أيه؟ أنت اتجننت؟أنت عايز يجيلنا انفلونزا الطيور و لا أيه
؟فى هذه اللحظة ظن أحمد أن أذنه بها مرض خطير و جديد يجعله يسمع الكلام مختلف..فمستحيل أن يكون هناك شىء يسمى انفلونزا الطيور..و لكنه قرر أن يتغاضى عما سمعه و يكمل الحديث كأن شيئا لم يكن فقال : أمال ايه؟ لحمة؟
هنا أصبحت الزوجة على وشك الانفجار و هى تصرخ :لحمة..لحمة أيه يا راجل؟ أنت عايز يجيلنا جنون البقر..
لا هذا كثير..إن أذنه سليمة و يبدو أن ما سمعه صحيح..فقد أصبحت تمرض الحيوانات بأمراض البشر..فقرر ألا ياخذ الموضوع على محمل الجد حتى لا يصاب بأى مكروه و هى نظرية صديقه ممدوح
فقال لزوجته مازحا: و لا فراخ و لا لحمة..أيه عمللنا حصان على الأكل؟
- حصان..حصان..أفهمه ازاى ده؟..أنت ماتعرفش أن فى مرض انفاوانزا الخيول..
إلى هنا و توقف أحمد عن السؤال و الحديث و فر هاربا من زوجته قبل أن يصاب هو بارتفاع فى الضغط....
فى وقت الغذاء كانت الزوجة تبلغه أنها قررت هى و الأولاد أن يخرجوا حميعا اليوم..و اقنعته أنها فكرة رائعة خاصة أنها من شأنها أن ترفع معنوياته قليلا بعد أن انهارت تماما أمس..و بالفعل وجد أحمد ابنه و ابنته يرسمون الابتسامة على وجوهم ، و يجاهدون بشدة حتى يبدو حديثهم صادق و هم يؤكدون كلام أمهم ..فقد كان واضحا أن أمهم ضغطت عليهم ليوافقوا ..و أنهم بالتاكيد كانت لديهم خطط أفضل لقضاء يوم الجمعة..
فى الساعة الثامنة كانت العائلة تدخل إحدى المراكز التجارية "المول"بناء على اقتراح الابنة...و كانوا سيشاهدون فيلم بناء على اختيار الابن..
و بعد أن دخلوا و بمجرد أن خطوا خطوات قليلة حتى وجدوا أحمد يتوقف و يحاول أن يتكلم و لا يستطيع..أما وحهه فقد أصبح مزيج من الألوان فأخذ يتحول بين الأزرق و الأحمر..و ظل يلهث و يحاول أن يصرخ و لكن لم يقدر...لقد كان يختنق..و فى ظل قلق الاسرة وحيرتهم فى كيفية التصرف
نطق أحمد: عايز أكسجين..عايز أكسجين
و فى الحال أرشدهم الابن و الابنة إلى مكان فى المول هادىء و شبه خالى من الناس...و لم يتكلم أحمد إلا عندما ذهبوا إلى هذا المكان الهادىء..فى هذه اللحظة لم يبدأ الكلام فقط و لكن الصياح:أيه ده؟أنتم اتجننتم..أنتم عايزين تموتونى..و أيه كل البشر دول..دول شفطوا الأكسجين كله..
و كانت الاسرة تحاول أن تكتم ضحكاتها و هى تهدئه..و تطمئنه أن العدد سيكون أقل و محتمل فى السينما..بعد وقت كانوا جالسين داخل السينما ينتظرون أن يبدا العرض..و قد عاد أحمد يتنفس بشكل طبيعى: و عاد يأمل فى أن يحدث شىء جيد له..
دقائق و يبدأ العرض..كان أحمد يعرف أنه فيلم كوميدى و لهذا السبب فقط وافق..فيكفى عليه ما رآه من تراجيديا الحياة الحقيقية..
طوال مدة عرض الفيلم و نفس الكلام يتردد فى ذهنه:أصبر..استنى..لأ مش هتتكلم الوقتى..
و بمجرد أن قرأ كلمة استراحة و اضيئت الانوار مرة اخرى حتى خرج مسرعا، و خرج وراءه ابنه ليرى ما اللأمر..ووجد أباه يقف مع أحد موظفى السينما يشتكى له و يقول: يا أستاذ..أنتم داخلتونا فيلم غلط..احنا دافعين فلوس عشان ندخل فيلم للبنى آدمين مش للحيوانات!!
و قبل أن يرد عليه الموظف كان الابن يعتذر له عن تصرف أباه و عاد معه إلى السينما..و اضطر أحمد آسفا أن يشاهد الفيلم إلى آخره خاصة بعدما علم ثمن التذكرة..و لم يصدق أن كل هذا العدد الهائل من البشر ...دخل و يدخل ليشاهد هذا الفيلم..و هو فيلم غير صالح للاستهلاك الآدمى-من وجهة نظره-...لقد كان البطل يتكلم و كأنه حيوان، و يقوم ببعض الحركات البلهاء التى يترفع عن أدائها حتى الحيوانات..
بعد ساعتان كانوا عائدين مرة اخرى إلى البيت و طوال الطريق كان أحمد هو المتحدث الرسمى للعائلة ، و لم يرد عليه أحد فى خطاب اللوم الذى يوجهه لهم..
أحمد:أنا تدخلونى للمسف ده؟على آخر الزمن..هو ده يا أستاذ الفيلم اللى مكسر الدنيا!!..ده اللى جايب أعلى ايرادات!!..و بعدين لو فى ناس عبيطة دخلته أبقى عبيط أنا كمان و أدخله..مش معقول يعنى..
و بعد أن وصلو إلى بيتهم صعدوا جميعا إلا أحمد..
الحلقة القادمة إن شاء الله هى الأخيرة..كفاية عليه كده...
لينك الحلقة على الفيس بوك:

http://www.new.facebook.com/topic.php?uid=9871316926&topic=6660

الأحد، 7 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (4)

فى اليوم التالى و بمجرد استيقاظ أحمد من النوم، قام يهرول خارجا من غرفته مفزوعا حتى أنه كاد يدهس بنته فى طريقه..و لم يتوقف إلا عندما رأى النتيجة..و بمجرد أن تأكد من التاريخ و من أنه لم يمر إلا ليلة واحدة و ليست سنوات حتى أطلق صيحة ارتياح و قال لنفسه : الحمد لله..أنا لو كنت غبت عن الوعى تانى ما كنش هايكفينى عمرى كله عشان أعرف ايه اللى حصل فى الدنيا أثناء غيابى..
تخلص سريعا من الافكار السوداء و بدأ يفكر فى برنامجه اليومى..و لقد كان من حسن حظه أن اليوم كان الجمعة مما يعنى أنه مازال تفصله هذه الجمعة عن رحلة العذاب التى سيخوضها فى محاولة لاستعادة وظيفته مرة ثانية..و لن يكون مضطرا ليخوضها اليوم....
و كعادته قبل الغيبوبة أحضر الجريدة ليقرأها..فقد كانت إحدى متعه القراءة و خاصىة الجرائد..و بالنسبة له كرجل عامل لم يكن هناك أفضل من يوم الجمعة ليستمتع بقراءة الجريدة..فى الصفحة الأولى كانت هذه هى العناوين العريضة....
."أخبار العالم:
أمريكا غير راضية عن الوضع الاقتصادى بها.
الصين تعد بمزيد من الانجازات فى المستقبل حتى تعتلى عرش الأمم.
الاتحاد الأوروبى يدين بشدة الحرب الروسية الجورجية أو أى حرب يمكن أن تؤدى إلى تفكك الاتحاد الأوروبى.
أعلنت إحدى الدول الكبرى أن أحد ولاياتها أصبحت ولاية خالية من الأمية الالكترونية و تنوى أن تعمم التجربة فى بقية الولايات
لأوضاع المعلقة :
سقوط مئات الشهداء فى الأراضى الفلسطينية على أيدى قوات الاحتلال و مصر تدين ذلك بشدة."
عند قراءة هذا الخبر شعر أحمد بخيبة الامل..فالبرغم من تغير أوضاع كثيرة إلا أن للأسف الوضع الفلسطينى بقى على ما هو عليه..و لكن ما هذا الذى تراه عيناه؟..لقد أصبح هناك المزيد من الأوضاع المعلقة..و أكمل القراءة.."
أمريكا ترفض بشدة تحديد موعد لانسحابها من العراق.
أمريكا تعد أنها ستقضى على الارهاب فى افغانستان و حتى ذلك الحين ستظل القوات الأمريكية هناك إلى أجل غير مسمى..
"لا حول و لا قوة إلا بالله. ..لم يجد أحمد ما يقوله إلا هذا..إلى هذه الدرجة ساء حال المسلمين؟...و عاد مرة اخرى إلى الصحيفة..
"ركن التصريحات :
وزير التموين: نعد كل مواطن بالحصول على رغيف خبز فى القريب العاجل.
وزير الرى : فى خلال سنوات قليلة ستصل المياه إلى كل أنحاء مصر.
وزيرة القوة العاملة : الوظائف متوفرة بكثرة ، و لكن الشباب لا يقبل عليها و يصر على البطالة !!
محافظ القاهرة : القاهرة ستصبح عاصمة عالمية مبهرة و ستتخلص من كل العشوائيات بحلول عام 2050 م إن شاء الله.
"لا..هذا كثير..هكذا بدأ حدث أحمد نفسه المسكينة..يبدو أنه سيفقد عقله و هو يقرأ الجريدة فها هو يقول لنفسه :..مش ممكن..مفيش عيش و لا مية و لا شغل..و لا مكان عدل..أمال الناس عايشة أزاى؟؟..ده أنا كنت فى نعيم و أنا فى الغيبوبة بأه..و المحاليل كانت وصلالى صبح ظهر بليل..
و أخيرا لفت نظره عنوان عريض لموضوع يأخذ نصف مساحة الصفحة الأولى ..و كان هذا هو العنوان و الموضوع:
"يخوض الأبطال المصريين اليوم معركتهم الفاصلة.
اليوم هو يوم تاريخى لمصر حيث يخوض الأبطال المصريون المعركة الفاصلة ..و تتوحد قلوب جميع المصريين لتدعوا للأبطال أن ينصرهم الله فى المعركة الفاصلة..كما تتمنى أسرة الصحيفة التوفيق للأبطال و أن يتم تنفيذ خطة الهجوم على الأعداء على أكمل وجه و بنجاح ساحق.."
بعد أن قرأ هذه الكلمات بدأت معالم السعادة تظهر على أحمد ، و تتنفرج أساريره بعد أن ملأه الاحباط..و كيف لا يسعد و مصر ستحارب و تحرر إحدى البلاد الاسلامية المنكوبة؟..و أكمل سريعا المقال فى شوق ليرى أى البلاد سيتم تحريرها و مع من سنحارب؟.."
و المعركة الحاسمة اليوم مع أبطال كوت ديفوار "
ما هذا؟ هل أحتلت كوت ديفوار أحد الدول الاسلامية و هو لا يعلم؟..هل يعقل أن يحدث هذا؟..ملايين الأسئلة كانت تدور فى عقله و تنتظر الاجابة فأكمل ليعرف الاجابة.."
و تقام المعركة اليوم فى تمام الساعة التاسعة فى استاد القاهرة الدولى..و أخيرا نتمنى أن يوفق الله المنتخب المصرى لكرة القدم على نظيره الكوت ديفوارى فى هذه المبارة الهامة..."
انتهت المقالة و بعد أن انتهى من قراءتها ألقى الصحيفة على الأرض فى تقزز..و ظل يردد : كده كتير قوى..كده كتير قوى..
و بعد ساعاتان خرج ليصلى الجمعة..و بعد أن انتهت الصلاة و هو فى طريق عودته إلى البيت سمع صوت أحد الأشخاص يدعو طوال الطريق :" يا رب نجحنى..يا رب نجحنى.."
و كاد أحمد يصل إلى البيت و الصوت مازال مسموعا..فنظر ليرى من صاحب الصوت لعله يعرفه..و بالفعل كان أحد جيرانهم.. و بمجرد أن وجده أنه أحد جيرانه حتى ذهب له ليطمئن على أحواله..بعد أن تبادلوا السلام و هنأه جاره على العودة الحميدة إلى الواقع الأليم..سأله أحمد السؤال الذى يشغله :هو أنت بتحضر ماجستير و لا أيه؟
الجار : لأ..ليه بتقول كده؟- أصلى سامعك عمال تدعى أنك تنجح..
عندما سمع الجار هذا الكلام كاد يبكى و هو يقول :ياريت كان ماجستير..ده امتحان الكادر للأسف..أنا. .بعد كل الزمن ده.. امتحن..أنا مقلتش أن تجديد المعلومات وحش بس مش بالطريقة المهينة دى..بعد كل السنين اللى قضيتها فى التعليم !!..و تخيل لو سقطت هيبقى شكلى أيه قدام التلامذه؟..طب لو ..و
لم يستطع الرجل أن يكمل الكلام و كاد أن ينهار..و كانت حالته تصبح على هذا الشكل كلما يبدأ الحديث عن كادر المعلمين..و لم يستطع أحمد إلا أن يهدئه و يواسيه و يدعو له بالنجاح كما كان يفعل مع أبنائه عندما يكونوا على وشك دخول امتحان حتى وصلوا إلى العمارة ..و دخل كل منهم شقته
لينك الحلقة على الفيس بوك وآسفة على الاطالة:

الخميس، 4 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (3)

وهو فى طريقه إلى بيته كان يسير كالمغيب عن الوعى ؛ فاصطدم بشخص و بمجرد أن نهض ليعتذر له حتى وجده مممدوح صديق عمره الذى تجاوز مكانة الصديق ليحتل مكانة الاخ........و بعد إبداء الدهشة و السعادة لعودة أحمد إلى العالم مرة اخرى قال له صديقه:و لكن احنا لازم نحتفل بالمناسبة دى...تعالى معى نتمشى شوية فى الشوارع و أوريك أيه اللى حصل قى الدنيا...
أحمد : تانى جولات...ده انا كان هايجرالى حاجة من التمشية فى شارعى بس.أمال لو اتمشيت فى بقية الشوارع هايجرالى ايه؟
ممدوح : لا لا..تعالى بس و متخفش
و ركب الصديقان السيارة و أصبح ممدوح يقوم بدور المرشد السياحى و لكن هذه المرة لسائح مصرى يريد ان يعرف ماذا حدث لبلده فى غيابه....و ظل يسيران لفترة و السائح العائد لا يصدق الذى حدث لصديقه و بلده..صديقه الذى كان أهدىء ما يكون فجأة تحول إلى النقيض تماما ، و لكن له عذره..بمجرد أن بدأ القيادة حتى كاد محمود يجزم أن هذا ليس شارع حقيقى و لا هؤلاء أناس حقيقيون...
أحمد :...أنا عايز أسألك سؤال و تجوابنى بصراحة
ممدوح: قول يا بنى فيه أيه؟
أحمد: بصراحة؟
ممدوح: قلقتنى ..قول فيه ايه؟
أحمد : أنت هربان من حاجة؟...يعنى عملت جريمة ..سرقت ، قتلت...كده يعنى؟
ممدوح و قد ظهرت الراحة على وجهه و بدا الابتسام : لأ طبعا..ليه بتقول كده.؟؟
أحمد :أصلنا محاصرين من ساعات ما تحركنا..أيوة أنا متأكد..و بأنواع مختلفة من العربيات و كل شوية يبدلوا مع بعض...
ممدوح :هاها..معلش ما أنت غايب بقالك كتير..ده يا سيدى النظام الجديد فى السواقة..أسرع قدر المستطاع حنى لا يسبقك احد..
أحمد : بالرغم أن النهاية واحدة....وقفة طويلة فى اللجنة..و لا لغوها؟
ممدوح : لأ طبعا..وسائل تعذيب البشر موجودة كلها و فى تطور..ما تقلقش..
أحمد : برده ما قلت ليش..ليه العربيات مزنقة فى بعضها كده؟
ممدوح : يا ريتنى أعرف كنت قلتلك..بس زى ما قلت غالبا كل الحاجات دى بترجع للنظام الجديد للسواقة اللى بيحاول بكل جهده أنه يضيف عجيبة جديدة للعجائب السبع .."الشوارع المصرية"
إلى هنا و توقف أحمد عن الكلام و السؤال حتى لا يسمع المزيد من الاحباطات..و لكن ما رآه جعله غير قادر على السكوت و قبل أن ينطق بالسؤال وجد صديقه يقول: و ده من أشهر معالم القاهرة...ميدان اللى ميتسماش
-أفندم؟..يعنى أيه؟
-ده من اشهر الميادين..و أنت عارفه كويس..و ياما رحته..معقول لسه ما فتكرتهوش
فى هذا الوقت بدا أن أحمد بدأ يتذكر و هذا كان واضحا من علامات الصدمة و الاستغراب التى بدت على وجهه و يبدو أن الصدمة و الاندهاش ستكون الاحاسيس الرسمية له فى هذه الايام..
أحمد مستفسرا : التمثال راح فين؟..رمسيس؟,,خدوه؟
ممدوح: لا لا الحمد لله لسه ما وصلناش لكده..بس راح يتفسح فى المتحف الجديد..و بما أن الميدان كان ميدان رمسيس.فانا قررت أسميه ميدان اللى مايتسماش بسبب اختفاء رمسيس فى ظروف غامضة...أ
حمد : كويس انك واخد كل حاجة هزار بدل ما يجرالك حاجة
-طبعا ..أمال عايزنى أموت من الغيظ..بس لعلمك رمسيس ده محظوظ
-ليه باه إن شاء الله؟؟- أنتقل و هو آخر راحة...فاضولو الطريق ووسعولو السكة و الأهم انه وجد وسيلة مواصلات مريحة..و أنت عارف ان الحكاية دى شبه مستحيلة الايام دى..
-آه انت هاتقولى مانا جربت بنفسى.
تذكر أحمد ذكرى التاكسى الأليمة فى هذه اللحظة..و بينما هو غارق فى أفكاره..إذا رأى أشياء متحركة عجيبة تجوب شوارع المحروسة مخلفة ضوضاء و ازدحام أكبر بكثير من حجمها..و كانت عناوين مجلات الأطفال الكوميدية تسطع فى عقله الآن..هجوم الكوكب الأسود على الأرض..تحذير لجميع سكان الأرض من التعامل مع المركبات السوداء حيث إنها تابعة للكوب الأسود..و لم يتم ترخيصها حتى الآن..و بينما هو كذلك حتى قطع صديقه أفكاره قائلا: شفت آخر تقليعة..
-أيه ..فى أيه تانى؟
-العربيات الصغيرة دى عارف دى أيه؟
-لأ طبعا..و عادت العناوين تسطع فى عقله مجددا..
- دول يا سيدى..اختراع كده اسمه التوكتوك
- أيه...تك أيه؟
- توك توك..حاجة المفروض لحل أزمة الواصلات بس كالعادة الحلول بتاعتنا بتزود المشكلات..
و هنا نظر أحمد إلى احد هذه الأشياء المسماة بالتوكتوك فوجد مكتوب على لوحة الأرقام لتوك توك.."الرقم مرفوع من الخدمة...من فضلك أعد المحاولة" و هنا قال لنفسه :لا لا..و لا كوكب أسود و لا حتى ابيض..دى خفة دم المصريين طبعا..و بعد فترة صمت عمت المكان قطع ممدوح الصمت قائلا: و ده بأه اشهر حريق فيك يا مصر..
-استنى أنا عارف المبنى ده..ده ..ده
-مبنى الشورة...بالظبط..المجلس الموقر اللى ضاع فى شربة مية..
-ليه هو غرق و لا أيه؟
- لأ ...حاجة أبسط من كده ..ولع بس..-يا نهار......بس ماتخفش قواتنا الهمامة طفت الحريق فى ست ساعات بس..
-كفاية يا ممدوح كفاية..
بس آخر سؤال و قولى و أنا هاحاول أتماسك لو حصل حاجة:النيل و الهرم لسه موحودين؟
-هاها..لأ مش للدرجة دى..لسه موجدين
-أحمدك يا رب..وديدنى البيت بأه-
طب و الفسحة؟
-بقلك رجعنى..كفاية اللى شفته..ولا فسحة و لا احتفال..
-براحتك أنت حر...بس ما تنساش أنا عازمك على فرح ابنى الجمعة الجاية..
و بعد ساعة عاد أحمد سالما أرص الوطن أو بيته فى رواية اخرى...عاد متعبا منهك القوى و ذهب مباشرة إلى سريره مكتفي بما رآه...و ذهب على الفور فى نوم عميق ،فقد كان بحاجة ماسة إلى النوم ليرتاح مما حدث له . يستعد ليوم جديد ملى بالمفاجآت و الاحباطات..
لينك الحلقة و التعليقات على الفيس بوك:

الجمعة، 19 سبتمبر 2008

ماذا تفعل؟؟


ماذا تفعل عندما بلا سبب تلام
و يوجه لك الكثير من الكلام
و أنت مخلص حتى فى الأحلام
و تتحرى الحق و لو اشتد الظلام
ماذا تفعل أيها المسكين مع أنام
يوجهون لك دائما كلمات كالسهام
أفعال تصدر أقرب هى للانتقام
و يجعلونك مذنب فى قفص اتهام
ماذا تفعل أنت و كل تلك الآلام
تأتى من الأصدقاء و ذوى الأرحام
فخلت حياتك معهم من أى سلام
وهُددت كل علاقاتك مهم بالانفصام
ماذا تفعل بجديث و نصائح لا ترام
و مجبر أنت أن تنصت لهم بكل احترام
و تقابل كل نصيحة بفهم و ابتسام
مع أنك جدير لتكون لهم معلم الاتزام
أما أنا فاصبر و أرجو حسن الختام
من أجلك فقط يا ذا الجلال و الاكرام
أصبر و أحاول تجنب معهم الصدام
لتستمر الحياة بلا عداوة أو خصام
و يبقى الأمل أن أحيا فى حب و وئام
و أتجنب شرور كل الخائنين و اللئام
و أرى الجروح القديمة يوما فى التئام
و يظل الرضا ساكنا فى قلبى بانتظام

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة 6 و الأخيرة

و بعد أن وصلوا إلى بيتهم صعدوا جميعا إلا أحمد..كان يشعر أنه لا يريد أن يدخل البيت..كان يشعر أنه رأى الكثير و الكثير حتى لم يعد يحتمل أكثر من هذا..هو لم يكمل اليومان بعد الغيبوبة ، و بالرغم من ذلك مروا عليه و كأنهم عشرين عاما..و رأى فيهم ما لم يراه فى حياته كلها..
كل هذه الافكار كانت تتصارع فى عقله و هو يمشى و يمشى..كان يمشى أملا فى أن يشفيه الهواء العليل و تريحه السماء الصافية..
بعد فترة من المشى وجد نفسه أمام المستشفى التى كان فيها..تردد قليلا ثم دخلها ، و ظل ينتقل من قسم إلى آخر حتى وصل إلى القسم الذى كان يريده.."قسم الأمراض النفسية"
نعم كان هذا هو القسم الذى يريده..ربما يجد هناك دواء أو علاج ما يساعد على التواكب مع هذا العالم المخيف..و بينما يجلس فى الاستراحة وجد طبيبان من قسم الامراض النفسية فى موقف ملفت للنظر..
لقد كان أحدهم غاضب بشدة و يصيح بينما الآخر يحاول تهدئته و جذبه بعيدا عن أعين المرضى..و كان صوتهم مرتفع حتى أن أحمد سمع جزأ من حديثهم..
الطبيب الأول : دى حاجة تقرف..المرتب ما يكفيش حاجة ساقعة و شيبسى و استحملنا..لكن كمان يخصموا منه..كده كتير قوى..نعمللهم إيه اكتر من كده..ماجستير وخدنا و شغل شاغلين ليل و نهار..احنا غالطنين أننا سكتنا من الأول..
الطبيب الثانى:اهدى بس..و تعالى ندخل جوه..
لا إله إل الله و لا حول ولا قوة إلا بالله..إنهم يحتاجون من يساعدهم لا أن يساعدوا أحد...لقد أخطات بالمجىء هنا..كان أحمد يقول لنفسه هذا الكلام و هو ينسحب بهدوء من المستشفى..
و استمر فى السير مرة اخرى..بعد وقت قليل وجد نفسه أمام المسجد الذى كان يصلى فيه الجمعة...دخل و توضأ و صلى ركعتين لله..إن شاء الله سيجد الراحة المنشودة فى المسجد و إلا أين عساها أن تكون؟..
بعد أن صلى وجد نفسه يدعى بالكثير من الأدعية حتى وصل إلى دعاء:يارب ارفع مقتك و غضبك عنا..ووجد نفسه لا يستطيع أن يدعو بغيره..ظل يردده كثيرا و بكى و هو يدعو..و استمر يدعو و يدعو و ارتفع صوته فى الدعاء و لكن هذا ليس صوته فقط..نظر خلفه فوجد رجلان يأمنوا على دعاءه..شدهم الصوت الباكى الخاشع و جذبهم الدعاء المنشود..
و عاد مرة اخرى إلى الدعاء و الصوت يعلو أكثر و أكثر..نظر خلفه للمرة الثانية فوجد الرجلان أصبحوا عشرة..كان الناس ينجذبون إلى هذا الدعاء ، و كان أحمد كمن ضغط على جرح قديم مستمر لم يبرىء حتى الآن،و دعا بدعاء يتمناه الجميع..كانت أمنية شعبية..و ظل يدعو ساعات و الناس تأمن حوله و العدد فى ازدياد
............اللهم ارفع مقتك و غصبك عنا.........
تمت
لينك الحلقة على الفيس بوك:
أتمنى أن القصة تكون عجبتكم و ما كنش طولت عليكم..

الأحد، 14 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (5)

و بعد أن عاد إلى البيت أخذ يحكى لزوجته عن كل ما حدث و هو فى منتهى التأثر و هى غير متأثرة على الاطلاق...فقط لأن هذا الكلام و تلك الأخبار ليست جديدة عليها مثل زوجها..
و بينما هو يتحدث كانت زوجته تطبخ..فسألها بعدان أنهى كل حكايته: صحيح..أنت عاملمنا أيه النهاردة؟ فراخ؟
نظرت له الزوجة كمن تنظر إلى مجنون و هى تكاد أن تصرخ: فراخ أيه؟ أنت اتجننت؟أنت عايز يجيلنا انفلونزا الطيور و لا أيه
؟فى هذه اللحظة ظن أحمد أن أذنه بها مرض خطير و جديد يجعله يسمع الكلام مختلف..فمستحيل أن يكون هناك شىء يسمى انفلونزا الطيور..و لكنه قرر أن يتغاضى عما سمعه و يكمل الحديث كأن شيئا لم يكن فقال : أمال ايه؟ لحمة؟
هنا أصبحت الزوجة على وشك الانفجار و هى تصرخ :لحمة..لحمة أيه يا راجل؟ أنت عايز يجيلنا جنون البقر..
لا هذا كثير..إن أذنه سليمة و يبدو أن ما سمعه صحيح..فقد أصبحت تمرض الحيوانات بأمراض البشر..فقرر ألا ياخذ الموضوع على محمل الجد حتى لا يصاب بأى مكروه و هى نظرية صديقه ممدوح
فقال لزوجته مازحا: و لا فراخ و لا لحمة..أيه عمللنا حصان على الأكل؟
- حصان..حصان..أفهمه ازاى ده؟..أنت ماتعرفش أن فى مرض انفاوانزا الخيول..
إلى هنا و توقف أحمد عن السؤال و الحديث و فر هاربا من زوجته قبل أن يصاب هو بارتفاع فى الضغط....
فى وقت الغذاء كانت الزوجة تبلغه أنها قررت هى و الأولاد أن يخرجوا حميعا اليوم..و اقنعته أنها فكرة رائعة خاصة أنها من شأنها أن ترفع معنوياته قليلا بعد أن انهارت تماما أمس..و بالفعل وجد أحمد ابنه و ابنته يرسمون الابتسامة على وجوهم ، و يجاهدون بشدة حتى يبدو حديثهم صادق و هم يؤكدون كلام أمهم ..فقد كان واضحا أن أمهم ضغطت عليهم ليوافقوا ..و أنهم بالتاكيد كانت لديهم خطط أفضل لقضاء يوم الجمعة..
فى الساعة الثامنة كانت العائلة تدخل إحدى المراكز التجارية "المول"بناء على اقتراح الابنة...و كانوا سيشاهدون فيلم بناء على اختيار الابن..
و بعد أن دخلوا و بمجرد أن خطوا خطوات قليلة حتى وجدوا أحمد يتوقف و يحاول أن يتكلم و لا يستطيع..أما وحهه فقد أصبح مزيج من الألوان فأخذ يتحول بين الأزرق و الأحمر..و ظل يلهث و يحاول أن يصرخ و لكن لم يقدر...لقد كان يختنق..و فى ظل قلق الاسرة وحيرتهم فى كيفية التصرف
نطق أحمد: عايز أكسجين..عايز أكسجين
و فى الحال أرشدهم الابن و الابنة إلى مكان فى المول هادىء و شبه خالى من الناس...و لم يتكلم أحمد إلا عندما ذهبوا إلى هذا المكان الهادىء..فى هذه اللحظة لم يبدأ الكلام فقط و لكن الصياح:أيه ده؟أنتم اتجننتم..أنتم عايزين تموتونى..و أيه كل البشر دول..دول شفطوا الأكسجين كله..
و كانت الاسرة تحاول أن تكتم ضحكاتها و هى تهدئه..و تطمئنه أن العدد سيكون أقل و محتمل فى السينما..بعد وقت كانوا جالسين داخل السينما ينتظرون أن يبدا العرض..و قد عاد أحمد يتنفس بشكل طبيعى: و عاد يأمل فى أن يحدث شىء جيد له..
دقائق و يبدأ العرض..كان أحمد يعرف أنه فيلم كوميدى و لهذا السبب فقط وافق..فيكفى عليه ما رآه من تراجيديا الحياة الحقيقية..
طوال مدة عرض الفيلم و نفس الكلام يتردد فى ذهنه:أصبر..استنى..لأ مش هتتكلم الوقتى..
و بمجرد أن قرأ كلمة استراحة و اضيئت الانوار مرة اخرى حتى خرج مسرعا، و خرج وراءه ابنه ليرى ما اللأمر..ووجد أباه يقف مع أحد موظفى السينما يشتكى له و يقول: يا أستاذ..أنتم داخلتونا فيلم غلط..احنا دافعين فلوس عشان ندخل فيلم للبنى آدمين مش للحيوانات!!
و قبل أن يرد عليه الموظف كان الابن يعتذر له عن تصرف أباه و عاد معه إلى السينما..و اضطر أحمد آسفا أن يشاهد الفيلم إلى آخره خاصة بعدما علم ثمن التذكرة..و لم يصدق أن كل هذا العدد الهائل من البشر ...دخل و يدخل ليشاهد هذا الفيلم..و هو فيلم غير صالح للاستهلاك الآدمى-من وجهة نظره-...لقد كان البطل يتكلم و كأنه حيوان، و يقوم ببعض الحركات البلهاء التى يترفع عن أدائها حتى الحيوانات..
بعد ساعتان كانوا عائدين مرة اخرى إلى البيت و طوال الطريق كان أحمد هو المتحدث الرسمى للعائلة ، و لم يرد عليه أحد فى خطاب اللوم الذى يوجهه لهم..
أحمد:أنا تدخلونى للمسف ده؟على آخر الزمن..هو ده يا أستاذ الفيلم اللى مكسر الدنيا!!..ده اللى جايب أعلى ايرادات!!..و بعدين لو فى ناس عبيطة دخلته أبقى عبيط أنا كمان و أدخله..مش معقول يعنى..
و بعد أن وصلو إلى بيتهم صعدوا جميعا إلا أحمد..
الحلقة القادمة إن شاء الله هى الأخيرة..كفاية عليه كده...
لينك الحلقة على الفيس بوك:

http://www.new.facebook.com/topic.php?uid=9871316926&topic=6660

الأحد، 7 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (4)

فى اليوم التالى و بمجرد استيقاظ أحمد من النوم، قام يهرول خارجا من غرفته مفزوعا حتى أنه كاد يدهس بنته فى طريقه..و لم يتوقف إلا عندما رأى النتيجة..و بمجرد أن تأكد من التاريخ و من أنه لم يمر إلا ليلة واحدة و ليست سنوات حتى أطلق صيحة ارتياح و قال لنفسه : الحمد لله..أنا لو كنت غبت عن الوعى تانى ما كنش هايكفينى عمرى كله عشان أعرف ايه اللى حصل فى الدنيا أثناء غيابى..
تخلص سريعا من الافكار السوداء و بدأ يفكر فى برنامجه اليومى..و لقد كان من حسن حظه أن اليوم كان الجمعة مما يعنى أنه مازال تفصله هذه الجمعة عن رحلة العذاب التى سيخوضها فى محاولة لاستعادة وظيفته مرة ثانية..و لن يكون مضطرا ليخوضها اليوم....
و كعادته قبل الغيبوبة أحضر الجريدة ليقرأها..فقد كانت إحدى متعه القراءة و خاصىة الجرائد..و بالنسبة له كرجل عامل لم يكن هناك أفضل من يوم الجمعة ليستمتع بقراءة الجريدة..فى الصفحة الأولى كانت هذه هى العناوين العريضة....
."أخبار العالم:
أمريكا غير راضية عن الوضع الاقتصادى بها.
الصين تعد بمزيد من الانجازات فى المستقبل حتى تعتلى عرش الأمم.
الاتحاد الأوروبى يدين بشدة الحرب الروسية الجورجية أو أى حرب يمكن أن تؤدى إلى تفكك الاتحاد الأوروبى.
أعلنت إحدى الدول الكبرى أن أحد ولاياتها أصبحت ولاية خالية من الأمية الالكترونية و تنوى أن تعمم التجربة فى بقية الولايات
لأوضاع المعلقة :
سقوط مئات الشهداء فى الأراضى الفلسطينية على أيدى قوات الاحتلال و مصر تدين ذلك بشدة."
عند قراءة هذا الخبر شعر أحمد بخيبة الامل..فالبرغم من تغير أوضاع كثيرة إلا أن للأسف الوضع الفلسطينى بقى على ما هو عليه..و لكن ما هذا الذى تراه عيناه؟..لقد أصبح هناك المزيد من الأوضاع المعلقة..و أكمل القراءة.."
أمريكا ترفض بشدة تحديد موعد لانسحابها من العراق.
أمريكا تعد أنها ستقضى على الارهاب فى افغانستان و حتى ذلك الحين ستظل القوات الأمريكية هناك إلى أجل غير مسمى..
"لا حول و لا قوة إلا بالله. ..لم يجد أحمد ما يقوله إلا هذا..إلى هذه الدرجة ساء حال المسلمين؟...و عاد مرة اخرى إلى الصحيفة..
"ركن التصريحات :
وزير التموين: نعد كل مواطن بالحصول على رغيف خبز فى القريب العاجل.
وزير الرى : فى خلال سنوات قليلة ستصل المياه إلى كل أنحاء مصر.
وزيرة القوة العاملة : الوظائف متوفرة بكثرة ، و لكن الشباب لا يقبل عليها و يصر على البطالة !!
محافظ القاهرة : القاهرة ستصبح عاصمة عالمية مبهرة و ستتخلص من كل العشوائيات بحلول عام 2050 م إن شاء الله.
"لا..هذا كثير..هكذا بدأ حدث أحمد نفسه المسكينة..يبدو أنه سيفقد عقله و هو يقرأ الجريدة فها هو يقول لنفسه :..مش ممكن..مفيش عيش و لا مية و لا شغل..و لا مكان عدل..أمال الناس عايشة أزاى؟؟..ده أنا كنت فى نعيم و أنا فى الغيبوبة بأه..و المحاليل كانت وصلالى صبح ظهر بليل..
و أخيرا لفت نظره عنوان عريض لموضوع يأخذ نصف مساحة الصفحة الأولى ..و كان هذا هو العنوان و الموضوع:
"يخوض الأبطال المصريين اليوم معركتهم الفاصلة.
اليوم هو يوم تاريخى لمصر حيث يخوض الأبطال المصريون المعركة الفاصلة ..و تتوحد قلوب جميع المصريين لتدعوا للأبطال أن ينصرهم الله فى المعركة الفاصلة..كما تتمنى أسرة الصحيفة التوفيق للأبطال و أن يتم تنفيذ خطة الهجوم على الأعداء على أكمل وجه و بنجاح ساحق.."
بعد أن قرأ هذه الكلمات بدأت معالم السعادة تظهر على أحمد ، و تتنفرج أساريره بعد أن ملأه الاحباط..و كيف لا يسعد و مصر ستحارب و تحرر إحدى البلاد الاسلامية المنكوبة؟..و أكمل سريعا المقال فى شوق ليرى أى البلاد سيتم تحريرها و مع من سنحارب؟.."
و المعركة الحاسمة اليوم مع أبطال كوت ديفوار "
ما هذا؟ هل أحتلت كوت ديفوار أحد الدول الاسلامية و هو لا يعلم؟..هل يعقل أن يحدث هذا؟..ملايين الأسئلة كانت تدور فى عقله و تنتظر الاجابة فأكمل ليعرف الاجابة.."
و تقام المعركة اليوم فى تمام الساعة التاسعة فى استاد القاهرة الدولى..و أخيرا نتمنى أن يوفق الله المنتخب المصرى لكرة القدم على نظيره الكوت ديفوارى فى هذه المبارة الهامة..."
انتهت المقالة و بعد أن انتهى من قراءتها ألقى الصحيفة على الأرض فى تقزز..و ظل يردد : كده كتير قوى..كده كتير قوى..
و بعد ساعاتان خرج ليصلى الجمعة..و بعد أن انتهت الصلاة و هو فى طريق عودته إلى البيت سمع صوت أحد الأشخاص يدعو طوال الطريق :" يا رب نجحنى..يا رب نجحنى.."
و كاد أحمد يصل إلى البيت و الصوت مازال مسموعا..فنظر ليرى من صاحب الصوت لعله يعرفه..و بالفعل كان أحد جيرانهم.. و بمجرد أن وجده أنه أحد جيرانه حتى ذهب له ليطمئن على أحواله..بعد أن تبادلوا السلام و هنأه جاره على العودة الحميدة إلى الواقع الأليم..سأله أحمد السؤال الذى يشغله :هو أنت بتحضر ماجستير و لا أيه؟
الجار : لأ..ليه بتقول كده؟- أصلى سامعك عمال تدعى أنك تنجح..
عندما سمع الجار هذا الكلام كاد يبكى و هو يقول :ياريت كان ماجستير..ده امتحان الكادر للأسف..أنا. .بعد كل الزمن ده.. امتحن..أنا مقلتش أن تجديد المعلومات وحش بس مش بالطريقة المهينة دى..بعد كل السنين اللى قضيتها فى التعليم !!..و تخيل لو سقطت هيبقى شكلى أيه قدام التلامذه؟..طب لو ..و
لم يستطع الرجل أن يكمل الكلام و كاد أن ينهار..و كانت حالته تصبح على هذا الشكل كلما يبدأ الحديث عن كادر المعلمين..و لم يستطع أحمد إلا أن يهدئه و يواسيه و يدعو له بالنجاح كما كان يفعل مع أبنائه عندما يكونوا على وشك دخول امتحان حتى وصلوا إلى العمارة ..و دخل كل منهم شقته
لينك الحلقة على الفيس بوك وآسفة على الاطالة:

الخميس، 4 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (3)

وهو فى طريقه إلى بيته كان يسير كالمغيب عن الوعى ؛ فاصطدم بشخص و بمجرد أن نهض ليعتذر له حتى وجده مممدوح صديق عمره الذى تجاوز مكانة الصديق ليحتل مكانة الاخ........و بعد إبداء الدهشة و السعادة لعودة أحمد إلى العالم مرة اخرى قال له صديقه:و لكن احنا لازم نحتفل بالمناسبة دى...تعالى معى نتمشى شوية فى الشوارع و أوريك أيه اللى حصل قى الدنيا...
أحمد : تانى جولات...ده انا كان هايجرالى حاجة من التمشية فى شارعى بس.أمال لو اتمشيت فى بقية الشوارع هايجرالى ايه؟
ممدوح : لا لا..تعالى بس و متخفش
و ركب الصديقان السيارة و أصبح ممدوح يقوم بدور المرشد السياحى و لكن هذه المرة لسائح مصرى يريد ان يعرف ماذا حدث لبلده فى غيابه....و ظل يسيران لفترة و السائح العائد لا يصدق الذى حدث لصديقه و بلده..صديقه الذى كان أهدىء ما يكون فجأة تحول إلى النقيض تماما ، و لكن له عذره..بمجرد أن بدأ القيادة حتى كاد محمود يجزم أن هذا ليس شارع حقيقى و لا هؤلاء أناس حقيقيون...
أحمد :...أنا عايز أسألك سؤال و تجوابنى بصراحة
ممدوح: قول يا بنى فيه أيه؟
أحمد: بصراحة؟
ممدوح: قلقتنى ..قول فيه ايه؟
أحمد : أنت هربان من حاجة؟...يعنى عملت جريمة ..سرقت ، قتلت...كده يعنى؟
ممدوح و قد ظهرت الراحة على وجهه و بدا الابتسام : لأ طبعا..ليه بتقول كده.؟؟
أحمد :أصلنا محاصرين من ساعات ما تحركنا..أيوة أنا متأكد..و بأنواع مختلفة من العربيات و كل شوية يبدلوا مع بعض...
ممدوح :هاها..معلش ما أنت غايب بقالك كتير..ده يا سيدى النظام الجديد فى السواقة..أسرع قدر المستطاع حنى لا يسبقك احد..
أحمد : بالرغم أن النهاية واحدة....وقفة طويلة فى اللجنة..و لا لغوها؟
ممدوح : لأ طبعا..وسائل تعذيب البشر موجودة كلها و فى تطور..ما تقلقش..
أحمد : برده ما قلت ليش..ليه العربيات مزنقة فى بعضها كده؟
ممدوح : يا ريتنى أعرف كنت قلتلك..بس زى ما قلت غالبا كل الحاجات دى بترجع للنظام الجديد للسواقة اللى بيحاول بكل جهده أنه يضيف عجيبة جديدة للعجائب السبع .."الشوارع المصرية"
إلى هنا و توقف أحمد عن الكلام و السؤال حتى لا يسمع المزيد من الاحباطات..و لكن ما رآه جعله غير قادر على السكوت و قبل أن ينطق بالسؤال وجد صديقه يقول: و ده من أشهر معالم القاهرة...ميدان اللى ميتسماش
-أفندم؟..يعنى أيه؟
-ده من اشهر الميادين..و أنت عارفه كويس..و ياما رحته..معقول لسه ما فتكرتهوش
فى هذا الوقت بدا أن أحمد بدأ يتذكر و هذا كان واضحا من علامات الصدمة و الاستغراب التى بدت على وجهه و يبدو أن الصدمة و الاندهاش ستكون الاحاسيس الرسمية له فى هذه الايام..
أحمد مستفسرا : التمثال راح فين؟..رمسيس؟,,خدوه؟
ممدوح: لا لا الحمد لله لسه ما وصلناش لكده..بس راح يتفسح فى المتحف الجديد..و بما أن الميدان كان ميدان رمسيس.فانا قررت أسميه ميدان اللى مايتسماش بسبب اختفاء رمسيس فى ظروف غامضة...أ
حمد : كويس انك واخد كل حاجة هزار بدل ما يجرالك حاجة
-طبعا ..أمال عايزنى أموت من الغيظ..بس لعلمك رمسيس ده محظوظ
-ليه باه إن شاء الله؟؟- أنتقل و هو آخر راحة...فاضولو الطريق ووسعولو السكة و الأهم انه وجد وسيلة مواصلات مريحة..و أنت عارف ان الحكاية دى شبه مستحيلة الايام دى..
-آه انت هاتقولى مانا جربت بنفسى.
تذكر أحمد ذكرى التاكسى الأليمة فى هذه اللحظة..و بينما هو غارق فى أفكاره..إذا رأى أشياء متحركة عجيبة تجوب شوارع المحروسة مخلفة ضوضاء و ازدحام أكبر بكثير من حجمها..و كانت عناوين مجلات الأطفال الكوميدية تسطع فى عقله الآن..هجوم الكوكب الأسود على الأرض..تحذير لجميع سكان الأرض من التعامل مع المركبات السوداء حيث إنها تابعة للكوب الأسود..و لم يتم ترخيصها حتى الآن..و بينما هو كذلك حتى قطع صديقه أفكاره قائلا: شفت آخر تقليعة..
-أيه ..فى أيه تانى؟
-العربيات الصغيرة دى عارف دى أيه؟
-لأ طبعا..و عادت العناوين تسطع فى عقله مجددا..
- دول يا سيدى..اختراع كده اسمه التوكتوك
- أيه...تك أيه؟
- توك توك..حاجة المفروض لحل أزمة الواصلات بس كالعادة الحلول بتاعتنا بتزود المشكلات..
و هنا نظر أحمد إلى احد هذه الأشياء المسماة بالتوكتوك فوجد مكتوب على لوحة الأرقام لتوك توك.."الرقم مرفوع من الخدمة...من فضلك أعد المحاولة" و هنا قال لنفسه :لا لا..و لا كوكب أسود و لا حتى ابيض..دى خفة دم المصريين طبعا..و بعد فترة صمت عمت المكان قطع ممدوح الصمت قائلا: و ده بأه اشهر حريق فيك يا مصر..
-استنى أنا عارف المبنى ده..ده ..ده
-مبنى الشورة...بالظبط..المجلس الموقر اللى ضاع فى شربة مية..
-ليه هو غرق و لا أيه؟
- لأ ...حاجة أبسط من كده ..ولع بس..-يا نهار......بس ماتخفش قواتنا الهمامة طفت الحريق فى ست ساعات بس..
-كفاية يا ممدوح كفاية..
بس آخر سؤال و قولى و أنا هاحاول أتماسك لو حصل حاجة:النيل و الهرم لسه موحودين؟
-هاها..لأ مش للدرجة دى..لسه موجدين
-أحمدك يا رب..وديدنى البيت بأه-
طب و الفسحة؟
-بقلك رجعنى..كفاية اللى شفته..ولا فسحة و لا احتفال..
-براحتك أنت حر...بس ما تنساش أنا عازمك على فرح ابنى الجمعة الجاية..
و بعد ساعة عاد أحمد سالما أرص الوطن أو بيته فى رواية اخرى...عاد متعبا منهك القوى و ذهب مباشرة إلى سريره مكتفي بما رآه...و ذهب على الفور فى نوم عميق ،فقد كان بحاجة ماسة إلى النوم ليرتاح مما حدث له . يستعد ليوم جديد ملى بالمفاجآت و الاحباطات..
لينك الحلقة و التعليقات على الفيس بوك: