الثلاثاء، 22 يوليو 2008

الشاعر

أول ما شفته قلت الراجل ده شاعر
قالولى شاعر إيه بس. مين ده؟
قلتلهم ده بتاع كل المشاعر
قالولى ماعدتش موجودة فى الزمن ده

ده اللى بيحكى عن همومكم و يوصلها
قالولى واضح أن الطريق زحمة
ده موهوب و بيحكى عن الدنيا و حالها
قالولى ما احنا عارفين أنها لخمة

طب بصوا بأة أنا عايزة أبقى زيه
قالولى أنت اتجننتى يا شاطرة
ده هو اللى بيخلينى أحس أنى حية
قالولى مش هتفضلى صابرة

شوفيلك حاجة تنفع و تخليك ناجحة
قلتلهم معقول كده د أنا موهوبة
قالولى أنسى الكلام الفاضى ده يا فالحة
و بعدين يا هانم أنت موهومة

ياخسارة أحلامى كلها انهارت
و كل الكلام طلع مالوش فايدة
وحسيت أن دماغى دارت و دارت
و عرفت أن المصالح هى السايدة

فقت وقلت إيه اللى حصل؟أنا فين؟
قالولى انت فى مصر أم الدنيا
بصيت يمين و شمال و سمعت كلمتين
فعلا طلعت مصر مش رومانيا

عشان كده طلع كلامهم صح و مظبوط
سمعت كويس و بالحرف نفذت
و بعد شوية و الورق قدامى محطوط
قلتلهم كفاية خلاص زهئت

نزلت الشارع و فضلت أمشى و أمشى
و بعدين قابلت عم الشاعر
قلتله أنا كنت عايزة أبقى زيك بس ما نفعشى
أنت ازاى بقيت شاعر؟

قالى بصى أنا هاحكيلك حكايتى
انا قلت عايز أبقى شاعر قالولى ما ينفعشى
أيوة قالوا كده صدقينى يا بنتى
قلتلهم ده حلمى قالولى و أحلامنا متهمكشى؟

قلتلهم لأ أزااى عايزين إيه؟
قالولى أنسى الشعر و شوف حاجة تانية
قلتلهم معقول طب بس ليه؟
قالولى عايزينك مهندس قد الدنيا

و حققت أحلامهم كلها و قلت طظ فى نفسى
وعند أول مشكلة ما نفعتش الهندسة
و اديتها شعر و افتكرته بعد ما كان منسى
و رجعت شاعر زى ما كنت أيام المدرسة

قلتله يعنى الشاعر العظيم طلع مهندس
الشاعر المعروف صاحب الصيت
يعنى أقولك يا شاعرو لا يا باشمهندس
قالى ما تقوليش كده أنا راجل بسيط

الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (7 و الأخيرة)

و بعد أن قدم لها الهدية وجد إنسانة اخرى تكلمه..فقد سعدت بشدة بهذه الهدية و شكرته..و كان لهذه الهدية مفعول السحر فسهرا هذه اليلة يتحدثان حديث عذب جميل دون أن ترتفع أصواتهم بالشجار كما كانا يفعلان دائما..
و فى الصباح ذهب إلى عمله و وجد مديره كالعادة يقف فى وجهه و قبل أن يوجه له الحديث قال له
محمود: صباح الخير با أفندم..و ابتسم له ابتسام عريضة و تذكر فى هذا الوقت فقط أنه لم يبتسم لمديره فى حياته قط ..
فنظر له المدير باستغراب ، و يبدو أنه لم يعرف محمود عندما ابتسم له و ظنه شخص آخر.
فقال له: صباح الخير يا ابنى.
و قضى محمود يوم مثالى فى عمله دون ان ينال خصم من مديره أو يحدث ما يعكر صفوه..و كان هذا معجزة فى نظر محمود..خاصة أنه لم يمر بيوم رائع مثل هذا فى عمله من قبل ؛ذلك لأنه كان فى هذا اليوم إنسانا مختلفا..إنسان يطبق نظرية الجانب الآخر ..فأخذ ينظر للمميزات ، و يحاول ان يصلح العيوب تماما مثل ما قال له صديقه مصطفى..
و عندما عاد إلى البيت دق جرس الباب-و لم يكن هذا من عادته- و لكنه شعر أنه إذا دق الجرس سيكون أكثر ذوقا .ففتحت له امراة لم يرها منذ أيام الخطوبة..إنها ريهام زوجته، و لكنها أصبحت فى شكل مختلف تماما..اهتمت بنفسها مرة اخرى بعد أن وجدت الاهتمام..فرجعت فتاة احلامه... ريهام التى أحبها و تزوجها..
و فى المساء خرجا و رأيا القاهرة كما لم يروها من قبل ..رأياها بقلوب محبة و نفوس صافية..و بينما كانوا يتحدثون حكت ريهام قصة
و ذكرت فيها البحر فتذكر محمود حلمه، و قارن بينه و بين واقعه..و وجد أنه لأول مرة يعرف أن الحقيقة يمكن أن تكون أفضل من الحلم ..و أن ما يعيشه الآن أفضل من كل ما كات يحلم به...فما يعيشه الآن سعادة حقيقية أما ما كان يحلم به كان مجرد سراب.
و يبدو أنه ذهب بخياله بعيدا فسالته ريهام بكل رقة: مالك يا حبيبى؟
محمود: مفيش افتكرت حاجة كدة..و نظر بعيدا و ابتسم
تمت

الجانب الآخر (6)

فنظر محمود إلى إتجاه الصوت ، و أخذ يبحث عن المصدر فوجد محمود صديقه مصطفى قادم إليه ، و شعر و كأنه بعث إليه لينقذه من حاله.
مصطفى: أزيك يا محمود؟ بقالى كتير ما شفتكش.
محمود: آه ..معلش الدنيا مشاغل..بس واحشنى قوى يا مصطفى.
مصطفى : مالك يا ابنى؟ شكلك شايل هم الدنيا كله..
محمود: آه معلش أصلى مضايق شوية أو شويتين تلاتة كده..
مصطفى : ليه بس كده ؟ طب احكيلى احكيلى يمكن أقدر أساعدك.
و كان محمود فى حاجة ماسة لشخص يحكى له على ما هو فيه..لعله يمكن ان يساعده حقا أو لعله يرتاح لمجرد فعل الكلام..فحكى له عن كل ما يضايقه ..عن العمل و البيت و حياته كلها .....حكى عن أيامه المتشابهة و الملل الذى يلاحقه دائما..و بعد أن استمع مصطفى له دون أن يقاطعه بدأ يتحدث فقال له
مصطفى: عارف ليه انا سعيد وأنت مخنوق و مضايق علطول بالرغم أن ظروفنا شبه بعض؟
محمود: ليه يا أستاذ؟
مصطفى: عشان أنا مؤمن أن للحياة جانب آخر..تماما مثل الكوب الذى له نصف مليان و نصف فاضى ...الحياة كمان ليها نص مليان و نص فاضى.
محمود: ياسلام..ازاى يعنى؟
مصطفى: يعنى أنا مثلا بعتبر البيت أنه مصدر سعادتى..و ما باعتبرش أن الشغل سجن..بفكر فى إيجابيات كل حاجة ، و بحاول أغير السلبيات برده بس من غير ما اخليها تسيطر عليا ...اسألك سؤال ..فكرت فى يوم حياتك من غير الشغل اللى أنت بتكرهه ده هيبقى شكلها أيه؟
محمود: بصراحة لأ..أنا عمرى ما تخيلت إنى ممكن اخلص من الشغل ده أصلا..
مصطفى: تخلص؟ و ليه متقوليش تتحرم منه...الشغل مش وحش قوى زى ما أنت متخيل و بالذات لو بتحبه ..و أنا عارف أنك بتحب شغلك قوى ..ده كان حلم حياتك أنك تبقى فى المجال اللى انت فيه ده..
محمود: كان بقى ...أيام ما كان فى أحلام ..
مصطفى: أيه السوداوية اللى أنت عايش فيها دى ...فكر أنك بتشتغل فى حاجة انت بتحبها و غيرك لأ...فكر فى صحابك فى الشغل..حتى المدير الرخم بتاعك فكر أن أكيد فى أرخم منه.و أنك ممكن تخليه يعاملك أحسن ..
محمود: طيب ده الشغل و البيت بأة ؟
مصطفى: البيت باة مش عارف أقولك أيه و لا أيه عليه ...طبعا أكيد أنت معكنن على مراتك عشان كده هى معكننة عليك.
محمود: أنا ؟ د أنا ملاك..
مصطفى: طيب يا عم الملاك..عمرك جبتلها هدية ؟ قولتلها كلمة حلوة؟ طبعا لأ...عمرك فكرت تقعد يوم من غير ما تزعق أو تتأمر؟
طبعا لأ..
محمود: تصدق عندك حق ..أنا بعمل كل اللى أنت بتقول عليه ده..
مصطفى: شفت بأه..جرب تغير معاملتك لها و أكيد هى هتتغير هى كمان..و أبقى قوللى أيه اللى حصل؟ ماشى سلام بأة عشان ما اتأخرش على مراتى..
محمود و هو يبتسم: ماشى..أبقى هات لها هدية و أنت راجع عشان أنا واحد صاحبى نصحنى بكده...
ضحك مصطفى و مشى بعيدا ..و كذلك ذهب محمود إلى البيت ، و هو فى طريقه كان يفكر فى كلام صديقه و قرر ان ينفذه لعله يأتى بفائدة..
و عندما دخل البيت وجد ريهام منتظرة قدومه ، و بادرته بسؤاله عن سبب تأخيره و لكن قبل أن تكمل كلامها قدم لها هدية كان اشتراها لها فى طريقه تنفيذا لكلام صديقه

الجانب الآخر (5)

و لم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط ، بل امتد إلى ما قاله المدير بعد ذلك مما أشعره بأنه يريد أن ينهال على هذا المدير ضربا عقابا له على ما يفعله به.
المدير: أيه يا محمود ده؟..تأخير خمس دقائق بحالهم ..أنت مش عارف قيمة الوقت ..أهى الناس اللى زيك دى هى اللى مأخرة مصر..خصم خمس أيام.
نظر له محمود نظرة دهشة ممزوجة بغضب و هو لا يعرف بماذا يرد ، فآثر السلامة و انصرف قبل أن يرتكب جريمة فى حق هذا الرجل. و دخل مكتبه و على وجهه غضب الدنيا.
فسأله زميله: مالك يا محمود ؟ شكلك مضايق قوى..
محمود: مصر خصمت لى خمس أيام يا سيدى..نظر له زميله و ضحك
فقال له محمود: بتضحك ..ما انت مش حاسس بللى انا فيه..
و قضى محمود مدة عقوبته اليومية كاملة- هكذا كان يسمى محمود يوم عمله- . و خرج فى الخامسة ،و عندما ركب السيارة شعر انه لا يستطيع أن يذهب إلى بيته ..شعر أنه لم يعد يحتمل أن ينتقل كل يوم من سجن العمل إلى سجن البيت ..و شعر أن ما يحدث له كثير جدا و فوق احتماله ..و ظل يقود السيارة لساعات هائم فى الشوارع ، لا يعرف إلى أين هو ذاهب حتى حل المساء , أظلمت الدنيا كما أظلم قلبه. و وجد نفسه بجانب النيل.
و كان منذ صغره يذهب إلى النيل كلما ضاقت به الدنيا ، و مات فى قلبه الأمل . كان منظر المياه الساحرة ووجوه الناس السعيدة يجدد قى نفسه الأمل..
و نزل من السيارة و أخذ يمشى و ينظر فى وجوه الناس ، يبحث عن الأمل و السعادة و كأنهم اشخاص مفقودة ..و ظل يسير و هو لا يدرى كم مر عليه من الوقت و هو على هذا الحال حتى سمع من ينادى عليه: محمود..محمود

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

الجانب الآخر (4)

و دعا الله أن ينتهى هذا اليوم بأى شكل حتى يتخلص من زيارة حماته السعيدة ، ثم أخذ يتظاهر بالتعب الشديد و الارهاق ، و بدأ يتثائب عدة مرات لعل حماته تقرر أن تنعم عليه بالافراج و تغادر بيته.
حماته: أيه أنت عايز تنام و لا أيه يا محمود؟
محمود فى سره: انت شايفة أيه يعنى؟ عمال أتاوب و أغمض عينى . أعلق يافطة يعنى أقل فيها إنى عايز أنام.
ثم قال لها محمود: لا لا . بس أصلى تعبان شوية. طول الأسبوع شغل و حتى يوم الجمعة الواحد ما بيعرفش يرتاح فيه قوى.
حماته: قصدك ايه؟ قصدك أننا قلين راحتك يعنى؟
و شعر محمود فى هذا الوقت بقدوم الكارثة ، و ان هناك مشكلة كبرى على و شك الحدوث. فقد كان من أسباب كرهه لزيارات حماته
أنها دائما تنتهى بخناقة كبيرة ؛ و ذلك بسبب انتقادها الدائم لمحمود و توجيه النصائح الكثيرة عن كيفية إدارة كل شىء فى حياته بداية من بيته و حتى عمله. و كأنها الواصى على حياته.
محمود: لأ خالص يا حماتى..أنت نورتينا النهاردة..
و لم تقتنع حماته بهذا الكلام ، و لكنها قررت ألا ترد ..لعاها كانت مجهدة من كثرة الشجار ، خاصة أن آخر شجار تسببت فيه لم يمر عليه أكثر من أسبوع.
ثم قالت حماته الكلمة التى كان محمود ينتظرها بفارغ الصبر.
حماته: طيب انا همشى بأه عشان أتأخرت .
ريهام: لسه بدرى يا ماما ..ما تخليكى قاعدة شوية كمان.
أخذ محمود يقول فى سره -و هو ينظر لريهام نظرات عتاب-: ليه كده يا ريهام ..متسيبها تمشى..
و لكن حماته لم تستمع لكلام ريهام و قررت أن تحرمهم من حديثها الرائع عند هذا الوقت.
محمود فى سره: أهو كده الكلام يا حماتى ..براقو عليكى..دى أحسن حاجة قولتيها من ساعة ما جيتى..
ثم قال لحماته: مع ألف سلامة يا حماتى...م عننا ما لحقناش نقعد معاك.
نظرت له حماته نظرة ذات معنى ، حيث إن الكذب كان واضح عليه بشدة ، ثم غادرت بسلام بيته دون شجار و هو ما يعتبر معجزة.و انتهى يوم الجمعة دون أن يشعر محمود أن هذا هو يوم الإجازة الذى يفترض أن ينال فيه قدرا من الراحة و السعادة أكثر من بقية أيام الأسبوع ، و لكنه لم يرى شكل السعادة و لم يعرف طعم الراحة فى هذا اليوم و لا فى غيره. فقد كانت هذه هى حياته-أو على الأقل من و جهة نظره- .كان ينظر لحياته على أنها واجب سخيف يجب ان يفعله.
و فى الصباح ذهب محمود إلى عمله، و اسوء حظه أن اول من رآه فى العمل كان مديره..ولم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط .
يتبع

الاثنين، 7 يوليو 2008

الجانب الآخر (3)

و كانت زوجته شكاكة جدا...
هانى لمحمود هامسا: و بعدين أعمل إيه دلوقت؟ أنا حاسس إنى اتشليت من الصدمة مش قادر أفكر.
و قبل أن يرد عليه محمود كانت هناء و سمر تسألهم عما أصابهم و عن سبب كل هذا الهمس.
هناء: خير في حاجة حصلت؟
سمر: لو عملين لكم مشكلة يا جماعة ممكن نمشى.
محمود: هو فى مشكلة .بس مش أنتم اللى عملنها. أصل مرات هانى فى النادى وهى شكاكة جدا ولو شفتكوا ممكن تفتكر فى حاجة و مش هتصدق موضوع أننا زمايل و كده.
هناء: خلاص مفيش مشكلة أحنا اتأخرنا كمان و لازم نمشى ..و لا إيه يا سمر؟
سمر : آه فعلا..عندك حق.. طيب مع السلامة بأة
و لحسن حظ هانى أن زوجته كانت تلقى بعض التعليمات على ابنها فلم ترى هانى و محمود و هم جالسين مع الفتاتان..
محمود: تعالى نروح لمراتك بأه بدل ما نقابل حد تانى .الموضوع مش ناقص
هانى: على رأيك الواحد مش مستغنى عن حياته..
و بعد أن سلم محمود على زوجة هانى و جلس معهم لبعض الوقت حتى اقترب الوقت إلى المغرب استأذنهم بالانصراف لأن حماته العزيزة كانت ستنعم عليه بزيارة اليوم..وبعد أن أحضر ما طلبته ريهام استعدادا للزيارة الكريمة،ذهب إلى البيت و فتح باب الشقة فوجد حماته منورة البيت وقد وصلت قبله.و عرف محمود أن اليوم لن ينتهى نهاية سعيدة أبدا.
حماته: أزيك يا محمود... يعنى مش عارف إنى جاية..مش قادر تقعد فى البيت يوم واحد جايلك فيه حماتك.
محمود فى سره : بدأنا القرف بأة ..ثم قال لها : معلش أصل كنت مع واحد صاحبى .
حماته: صاحبك؟ يعنى حد يسيب مراته و يروح لواحد صاحبه ..الأصحاب دول هم اللى بيخربوا البيوت .
و كانت ريهام تنظر نظرات تانيب أثناء هذه المحادثة بجانب كلمات حماته النارية ، فشعر محمود أنه على وشك النفجار و لن يحتمل أكثر من هذا.

السبت، 5 يوليو 2008

الجانب الآخر(2)

ريهام: ما تتأخرش عشان ماما جايه بالليل... و هات كيكة و فاكهة معاك.
نظر لها محمود نظرة استياء شديدة ثم خرج و رزع الباب خلفة بأقصى قوته..وهو فى الاسانسير أخذ يقول لنفسة يا طيبتك يا محمود..كنت عايز تقعد معاها اليوم اهى بتقول حماتك جاية يادى القرف.ثم فتح الباب فوجد أحد جيرانهم أمامه فصدم بشدة و شعر بالاحراج عنما قال له الرجل:خير يا أستاذ محمود سامعاك تبتكلم بصوت عالى فيه حاجة؟
محمود: لا لا ما فيش حاجة...فكر محمود ادي سيرة حماتي ..جبت سيرتها بس الراجل افتكرنى مجنون امال لما اشوفها ايه اللى هايحصل؟..ربنا يستر و يعدى اليوم ده على خير..
و فى السيارة فكر محمود هاعمل ايه دى الوقت..طيب أكلم هانى كده اشوف ايه نظامه؟
محمود وقد امسك التليفون :اللو ازيك يا هانى؟
..هانى يصيح فى التليفون: بس بأة ...اسكت زهأتنى فى عيشتى..مش عارف اتكلم
محمود: اية اللى بتقوله ده يا هانى؟ أنت اتجننت ولا ايه يا ابنى؟
هانى: باين كده انى اتجننت..معلش أصلى كنت باكلم ابنى..كرهنى فى البيت..بقوللك تيجى..
محمود: نخرج صح؟ما أنا مكلمك عشان كده
هانى : صح يا مان ..طيب تعالى نروح النادى..ماشى؟
محمود: طيب ما تتأخرش أنا فى العربية فعلا..سلام
و بعد نصف ساعة كان محمود يجلس مع هانى فى النادي و أخذا يشكيان حظهما لبعض و يتحدث كل واحد عن الجحيم الذى يراه فى بيته.
انى: سيبك بأه من سيرة البيت و الجواز و افتكرلنا حاجة عدلة
محمود: بس مش كل الناس قرفانين قوى كده .أنت عارف مصطفى صاحبنا بيقول إنه مبسوط بالرغم إنه متجوز بقاله ثلالث سنين زينا برده..مهو السبب فى الاحنا فيه ده..قعد يقولنا اتجوزوا اتجوزوا و ادى النتيجة..عكننة ليل و نهار
هانى: ايه فى ايه؟ هتقول شعر و لا ايه؟ مش قولنا نغير الموضوع..فاكر يا عم أيام الجامعة؟
محمود: بس بس يا هانى هاعيط لو قلت اسم الجامعة تانى..لازم تفكرنى بأيام السعد و الهنا..مش شايف اللى أنا فيه؟
هانى: أنا بصراحة شايف حاجة تانية خالص..شايف مين اللى ماشيين هناك دول؟
محمود: مين ؟ أوعى تقول مراتى أنا حتى مقلتلهاش إنى رايح النادى..عرفت منين ديه؟
هانى: ياعم مراتك ايه؟ أنت ما بتفكرش غير فيها؟ بس تصدق ده دليل حبك ليها..هاها..دول هناء و سمر زميلنا من أيام الجامعة
محمود: طب عن إذنك بأه أروح اسلم عليهم.
هانى: غريبة..مش ما كنتش عايز تسمع اسم الجامعة..طب استنى استنى أنا جاى معاك.
و ذهبا هما الاثنين تجاه هناء و سمر و فى عقولهم تجددت ذكريات الجامعة الجميلة ، و فى قلوبهم حسرة على أيامهم الحالية..و كأنهم اتفقوا بعيونهم على ما سيفعلونه خاصة وقد كانوا كثيرا ما يفعلوا هذا معهم فى أيام الجامعة السعيدة..محمود و هانى يتكلمان من خلف الفتاتان:إيه الجمال ده بس..طب ردوا علينا و قوللنا القمر بيعمل إيه فى النادى؟
هناء :هنقولك جاي يعمل ايه ؟ جى يبهدلك يا أستاذ يا مش محترم..أنت مش واخد بالك أننا فى نادى محترم و فى أمن وحاجات كده ممكن يبهدلوك.ثم التفتت الفتاتان ليكملوا سيل الشتائم..و بمجرد أن رأووا هانى ومحمود تغير سلوكهم إلى النقيض تماما.
ثم جلسا و تحتدث الاربع أصدقاء عن الأيام الحلوة اللى فاتت..و بينما كانوا يجلسون و هم فى قمة الاستمتاع إذا محمود يخبط هانى و يهمس له فى أذنه: ألحق مراتك واقفة فى آخر النادى .أنا شايفها
و كانت زوجة هانى شكاكة جدا..
يتبع

الجمعة، 4 يوليو 2008

الجانب الأخر (1)

سوف أبدأ بقصة..يا رب تعجبكم..و إلى القصة:
كان محمود يمتطى حصان أبيض جميل ،و خلفه تركب فتاة رائعة الجمال، و كأنها خرجت من الجنة لتركب خلفه..و عاش محمود فى دور الفارس، و أخذ يتجول بحصانه على شاطىء البحر ، و يستعرض مهارته أمام فتاته؛ ليثبت لها أنه يستحق فعلا أن يكون فارس أحلامها.
..و بينما هو فى هذه الحال السعيدة يظهر كائن يسد الافق ،أشعث الشعر،مهمل الزى، ينادى عليه:"اصحى يا محمود ..يالا عشان تلحق الشغل" وكانت هذه هى زوجته العزيزة..و اكتشف أن كل ما كان فيه لم يكن إلا حلم..فاستيقظ من نومه و هو يشعر بالأسف للحلم الجميل الذى تركه، و الكابوس السخيف الذى هو ذاهب إليه ...و بعد أن استيقظ وذهب ليفطر هو و زوجته ، لمح النتيجة مكتوب عليها"الجمعة" فغضب بشدة و بدأ يصيح بأعلى صوته:"يا ريهااااام... يا ريهاام ..تعالى بسرعة"..و جائت المسكينة و على وجهها علامات الفزع:"خير ..فيه ايه يا محمود؟ فى حاجة حصلت؟".
فرد محمود: و هيجى الخير منين يا هانم؟..بتقوللى ليه اصحى عشان الشغل و النهاردة ما فيش شغل أصلا ؟ مش شايفة أن النهاردة الجمعة؟
ريهام : أنت ما بتصحاش غير لما اقولك أنه فيه شغل..و بعدين يعنى إيه المشكلة؟عطلتك عن الحلم مثلا..؟
محمود فى سره : آه طبعا عطلتينى عن الحلم
ثم أكملت ريهام: وبعدين النهارده اليوم الوحيد الذى نقعد فيه مع بعض..و أنا عايزه أقعد معاك شوية
فرد محمود فى سره أيضا: لو تعرفين أنا كنت مع من..لن تقولى ما قولتيه..
..ثم ذهبا الاتنان ليفطرا وعلى الافطار كان يفكر محمود أنه لن يجلس طوال اليوم فى النكد ده،و نوى أن يفتعل أى سبب ليخرج يقضى اليوم فى الخارج..و بالفعل و هم يتناولون إفطارهم إذا ابنته الصغيرة- و التى تبلغ من العمر سنتان فقط-تصرخ بشدة و بأعلى صوتها ،و ترمى كل ما تطوله يداه الصغيرتين إلى الأرض..فقرر محمود أن هذه هى الفرصة.
محمود: إيه اللى بتعمله بنتك ده؟ بنتك الى مش متربية،شايفة بتبهدل الدنيا ازاى..طب والله لن اقعد اليوم فى البيت..مش كفاية إنى تعبان طول الاسبوع،كمان يوم الجمعة مش عارف استريح بسبب بنتك..وانتهى محمود من كلامه و قد تعمد أن يرفع صوته فى الجمل الأخيرة حتى لا يعطى لزوجته فرصة للرد.كما تجاهل تماما نظرة ريهام المصدومة و المندهشة من كلامه غير المنطقى تماما.و يبدو أن كلامه الصادم أفقدها القدرة على الرد
فاستغل محمود هذه الفرصة، و ذهب مسرعا إلى غرفته ..بدأ يرتدي ملابسه بأسرع ما يكون وهو غير مصدق أن ريهام لم ترد عليه و تقول له أن كل ما قاله غير منطقى وأنها ابنته هو الآخر و ليست ابنتها هى فقط ، و أنه من الآخر بيتلكك.و لكنه فهم أن الصدمة اسكتتها..
و بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه مشى سريعا تجاه الباب ولكن لم تكتمل فرحته فسمع ريهام تناديه، ولكنه لم يجب و بعد عشرات المرات من النداء لاسمه حتى مل من اسمه نفسه، قرر أن يجيب و أشفق عليها بعد كل هذا النداء ،و فكر أنه ربما يغير رأيه و يجلس معها هذا اليوم..
فرد محمود:نعم..عايزة إيه؟
ريهام:ما تتأخرش عشان ماما جايه بالليل... و هات كيكة و فاكهة معاك.
يتبع

لحن البداية

بداية المضوع..إننى أشعر أننا نحيا فى دوامة..الصبح شبه الليل..الناس كلها تحيا فى دوامة الشغل أو الييت أوالمذاكرة..و معظم الوقت الناس مخنوقة؛ لذلك يجب أن نحكى ما يضايقنا..نتكلم عنه..أو نضحك عليه يمكن ننساه أو هو ينسانا..ويمكن عندما نحكى عن حياتا نصلح السىء منها و نحب الجيد منها أكثر و فى النهاية نرضى بكل ما فيها حلوها و مرها...

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

الشاعر

أول ما شفته قلت الراجل ده شاعر
قالولى شاعر إيه بس. مين ده؟
قلتلهم ده بتاع كل المشاعر
قالولى ماعدتش موجودة فى الزمن ده

ده اللى بيحكى عن همومكم و يوصلها
قالولى واضح أن الطريق زحمة
ده موهوب و بيحكى عن الدنيا و حالها
قالولى ما احنا عارفين أنها لخمة

طب بصوا بأة أنا عايزة أبقى زيه
قالولى أنت اتجننتى يا شاطرة
ده هو اللى بيخلينى أحس أنى حية
قالولى مش هتفضلى صابرة

شوفيلك حاجة تنفع و تخليك ناجحة
قلتلهم معقول كده د أنا موهوبة
قالولى أنسى الكلام الفاضى ده يا فالحة
و بعدين يا هانم أنت موهومة

ياخسارة أحلامى كلها انهارت
و كل الكلام طلع مالوش فايدة
وحسيت أن دماغى دارت و دارت
و عرفت أن المصالح هى السايدة

فقت وقلت إيه اللى حصل؟أنا فين؟
قالولى انت فى مصر أم الدنيا
بصيت يمين و شمال و سمعت كلمتين
فعلا طلعت مصر مش رومانيا

عشان كده طلع كلامهم صح و مظبوط
سمعت كويس و بالحرف نفذت
و بعد شوية و الورق قدامى محطوط
قلتلهم كفاية خلاص زهئت

نزلت الشارع و فضلت أمشى و أمشى
و بعدين قابلت عم الشاعر
قلتله أنا كنت عايزة أبقى زيك بس ما نفعشى
أنت ازاى بقيت شاعر؟

قالى بصى أنا هاحكيلك حكايتى
انا قلت عايز أبقى شاعر قالولى ما ينفعشى
أيوة قالوا كده صدقينى يا بنتى
قلتلهم ده حلمى قالولى و أحلامنا متهمكشى؟

قلتلهم لأ أزااى عايزين إيه؟
قالولى أنسى الشعر و شوف حاجة تانية
قلتلهم معقول طب بس ليه؟
قالولى عايزينك مهندس قد الدنيا

و حققت أحلامهم كلها و قلت طظ فى نفسى
وعند أول مشكلة ما نفعتش الهندسة
و اديتها شعر و افتكرته بعد ما كان منسى
و رجعت شاعر زى ما كنت أيام المدرسة

قلتله يعنى الشاعر العظيم طلع مهندس
الشاعر المعروف صاحب الصيت
يعنى أقولك يا شاعرو لا يا باشمهندس
قالى ما تقوليش كده أنا راجل بسيط

الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (7 و الأخيرة)

و بعد أن قدم لها الهدية وجد إنسانة اخرى تكلمه..فقد سعدت بشدة بهذه الهدية و شكرته..و كان لهذه الهدية مفعول السحر فسهرا هذه اليلة يتحدثان حديث عذب جميل دون أن ترتفع أصواتهم بالشجار كما كانا يفعلان دائما..
و فى الصباح ذهب إلى عمله و وجد مديره كالعادة يقف فى وجهه و قبل أن يوجه له الحديث قال له
محمود: صباح الخير با أفندم..و ابتسم له ابتسام عريضة و تذكر فى هذا الوقت فقط أنه لم يبتسم لمديره فى حياته قط ..
فنظر له المدير باستغراب ، و يبدو أنه لم يعرف محمود عندما ابتسم له و ظنه شخص آخر.
فقال له: صباح الخير يا ابنى.
و قضى محمود يوم مثالى فى عمله دون ان ينال خصم من مديره أو يحدث ما يعكر صفوه..و كان هذا معجزة فى نظر محمود..خاصة أنه لم يمر بيوم رائع مثل هذا فى عمله من قبل ؛ذلك لأنه كان فى هذا اليوم إنسانا مختلفا..إنسان يطبق نظرية الجانب الآخر ..فأخذ ينظر للمميزات ، و يحاول ان يصلح العيوب تماما مثل ما قال له صديقه مصطفى..
و عندما عاد إلى البيت دق جرس الباب-و لم يكن هذا من عادته- و لكنه شعر أنه إذا دق الجرس سيكون أكثر ذوقا .ففتحت له امراة لم يرها منذ أيام الخطوبة..إنها ريهام زوجته، و لكنها أصبحت فى شكل مختلف تماما..اهتمت بنفسها مرة اخرى بعد أن وجدت الاهتمام..فرجعت فتاة احلامه... ريهام التى أحبها و تزوجها..
و فى المساء خرجا و رأيا القاهرة كما لم يروها من قبل ..رأياها بقلوب محبة و نفوس صافية..و بينما كانوا يتحدثون حكت ريهام قصة
و ذكرت فيها البحر فتذكر محمود حلمه، و قارن بينه و بين واقعه..و وجد أنه لأول مرة يعرف أن الحقيقة يمكن أن تكون أفضل من الحلم ..و أن ما يعيشه الآن أفضل من كل ما كات يحلم به...فما يعيشه الآن سعادة حقيقية أما ما كان يحلم به كان مجرد سراب.
و يبدو أنه ذهب بخياله بعيدا فسالته ريهام بكل رقة: مالك يا حبيبى؟
محمود: مفيش افتكرت حاجة كدة..و نظر بعيدا و ابتسم
تمت

الجانب الآخر (6)

فنظر محمود إلى إتجاه الصوت ، و أخذ يبحث عن المصدر فوجد محمود صديقه مصطفى قادم إليه ، و شعر و كأنه بعث إليه لينقذه من حاله.
مصطفى: أزيك يا محمود؟ بقالى كتير ما شفتكش.
محمود: آه ..معلش الدنيا مشاغل..بس واحشنى قوى يا مصطفى.
مصطفى : مالك يا ابنى؟ شكلك شايل هم الدنيا كله..
محمود: آه معلش أصلى مضايق شوية أو شويتين تلاتة كده..
مصطفى : ليه بس كده ؟ طب احكيلى احكيلى يمكن أقدر أساعدك.
و كان محمود فى حاجة ماسة لشخص يحكى له على ما هو فيه..لعله يمكن ان يساعده حقا أو لعله يرتاح لمجرد فعل الكلام..فحكى له عن كل ما يضايقه ..عن العمل و البيت و حياته كلها .....حكى عن أيامه المتشابهة و الملل الذى يلاحقه دائما..و بعد أن استمع مصطفى له دون أن يقاطعه بدأ يتحدث فقال له
مصطفى: عارف ليه انا سعيد وأنت مخنوق و مضايق علطول بالرغم أن ظروفنا شبه بعض؟
محمود: ليه يا أستاذ؟
مصطفى: عشان أنا مؤمن أن للحياة جانب آخر..تماما مثل الكوب الذى له نصف مليان و نصف فاضى ...الحياة كمان ليها نص مليان و نص فاضى.
محمود: ياسلام..ازاى يعنى؟
مصطفى: يعنى أنا مثلا بعتبر البيت أنه مصدر سعادتى..و ما باعتبرش أن الشغل سجن..بفكر فى إيجابيات كل حاجة ، و بحاول أغير السلبيات برده بس من غير ما اخليها تسيطر عليا ...اسألك سؤال ..فكرت فى يوم حياتك من غير الشغل اللى أنت بتكرهه ده هيبقى شكلها أيه؟
محمود: بصراحة لأ..أنا عمرى ما تخيلت إنى ممكن اخلص من الشغل ده أصلا..
مصطفى: تخلص؟ و ليه متقوليش تتحرم منه...الشغل مش وحش قوى زى ما أنت متخيل و بالذات لو بتحبه ..و أنا عارف أنك بتحب شغلك قوى ..ده كان حلم حياتك أنك تبقى فى المجال اللى انت فيه ده..
محمود: كان بقى ...أيام ما كان فى أحلام ..
مصطفى: أيه السوداوية اللى أنت عايش فيها دى ...فكر أنك بتشتغل فى حاجة انت بتحبها و غيرك لأ...فكر فى صحابك فى الشغل..حتى المدير الرخم بتاعك فكر أن أكيد فى أرخم منه.و أنك ممكن تخليه يعاملك أحسن ..
محمود: طيب ده الشغل و البيت بأة ؟
مصطفى: البيت باة مش عارف أقولك أيه و لا أيه عليه ...طبعا أكيد أنت معكنن على مراتك عشان كده هى معكننة عليك.
محمود: أنا ؟ د أنا ملاك..
مصطفى: طيب يا عم الملاك..عمرك جبتلها هدية ؟ قولتلها كلمة حلوة؟ طبعا لأ...عمرك فكرت تقعد يوم من غير ما تزعق أو تتأمر؟
طبعا لأ..
محمود: تصدق عندك حق ..أنا بعمل كل اللى أنت بتقول عليه ده..
مصطفى: شفت بأه..جرب تغير معاملتك لها و أكيد هى هتتغير هى كمان..و أبقى قوللى أيه اللى حصل؟ ماشى سلام بأة عشان ما اتأخرش على مراتى..
محمود و هو يبتسم: ماشى..أبقى هات لها هدية و أنت راجع عشان أنا واحد صاحبى نصحنى بكده...
ضحك مصطفى و مشى بعيدا ..و كذلك ذهب محمود إلى البيت ، و هو فى طريقه كان يفكر فى كلام صديقه و قرر ان ينفذه لعله يأتى بفائدة..
و عندما دخل البيت وجد ريهام منتظرة قدومه ، و بادرته بسؤاله عن سبب تأخيره و لكن قبل أن تكمل كلامها قدم لها هدية كان اشتراها لها فى طريقه تنفيذا لكلام صديقه

الجانب الآخر (5)

و لم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط ، بل امتد إلى ما قاله المدير بعد ذلك مما أشعره بأنه يريد أن ينهال على هذا المدير ضربا عقابا له على ما يفعله به.
المدير: أيه يا محمود ده؟..تأخير خمس دقائق بحالهم ..أنت مش عارف قيمة الوقت ..أهى الناس اللى زيك دى هى اللى مأخرة مصر..خصم خمس أيام.
نظر له محمود نظرة دهشة ممزوجة بغضب و هو لا يعرف بماذا يرد ، فآثر السلامة و انصرف قبل أن يرتكب جريمة فى حق هذا الرجل. و دخل مكتبه و على وجهه غضب الدنيا.
فسأله زميله: مالك يا محمود ؟ شكلك مضايق قوى..
محمود: مصر خصمت لى خمس أيام يا سيدى..نظر له زميله و ضحك
فقال له محمود: بتضحك ..ما انت مش حاسس بللى انا فيه..
و قضى محمود مدة عقوبته اليومية كاملة- هكذا كان يسمى محمود يوم عمله- . و خرج فى الخامسة ،و عندما ركب السيارة شعر انه لا يستطيع أن يذهب إلى بيته ..شعر أنه لم يعد يحتمل أن ينتقل كل يوم من سجن العمل إلى سجن البيت ..و شعر أن ما يحدث له كثير جدا و فوق احتماله ..و ظل يقود السيارة لساعات هائم فى الشوارع ، لا يعرف إلى أين هو ذاهب حتى حل المساء , أظلمت الدنيا كما أظلم قلبه. و وجد نفسه بجانب النيل.
و كان منذ صغره يذهب إلى النيل كلما ضاقت به الدنيا ، و مات فى قلبه الأمل . كان منظر المياه الساحرة ووجوه الناس السعيدة يجدد قى نفسه الأمل..
و نزل من السيارة و أخذ يمشى و ينظر فى وجوه الناس ، يبحث عن الأمل و السعادة و كأنهم اشخاص مفقودة ..و ظل يسير و هو لا يدرى كم مر عليه من الوقت و هو على هذا الحال حتى سمع من ينادى عليه: محمود..محمود

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

الجانب الآخر (4)

و دعا الله أن ينتهى هذا اليوم بأى شكل حتى يتخلص من زيارة حماته السعيدة ، ثم أخذ يتظاهر بالتعب الشديد و الارهاق ، و بدأ يتثائب عدة مرات لعل حماته تقرر أن تنعم عليه بالافراج و تغادر بيته.
حماته: أيه أنت عايز تنام و لا أيه يا محمود؟
محمود فى سره: انت شايفة أيه يعنى؟ عمال أتاوب و أغمض عينى . أعلق يافطة يعنى أقل فيها إنى عايز أنام.
ثم قال لها محمود: لا لا . بس أصلى تعبان شوية. طول الأسبوع شغل و حتى يوم الجمعة الواحد ما بيعرفش يرتاح فيه قوى.
حماته: قصدك ايه؟ قصدك أننا قلين راحتك يعنى؟
و شعر محمود فى هذا الوقت بقدوم الكارثة ، و ان هناك مشكلة كبرى على و شك الحدوث. فقد كان من أسباب كرهه لزيارات حماته
أنها دائما تنتهى بخناقة كبيرة ؛ و ذلك بسبب انتقادها الدائم لمحمود و توجيه النصائح الكثيرة عن كيفية إدارة كل شىء فى حياته بداية من بيته و حتى عمله. و كأنها الواصى على حياته.
محمود: لأ خالص يا حماتى..أنت نورتينا النهاردة..
و لم تقتنع حماته بهذا الكلام ، و لكنها قررت ألا ترد ..لعاها كانت مجهدة من كثرة الشجار ، خاصة أن آخر شجار تسببت فيه لم يمر عليه أكثر من أسبوع.
ثم قالت حماته الكلمة التى كان محمود ينتظرها بفارغ الصبر.
حماته: طيب انا همشى بأه عشان أتأخرت .
ريهام: لسه بدرى يا ماما ..ما تخليكى قاعدة شوية كمان.
أخذ محمود يقول فى سره -و هو ينظر لريهام نظرات عتاب-: ليه كده يا ريهام ..متسيبها تمشى..
و لكن حماته لم تستمع لكلام ريهام و قررت أن تحرمهم من حديثها الرائع عند هذا الوقت.
محمود فى سره: أهو كده الكلام يا حماتى ..براقو عليكى..دى أحسن حاجة قولتيها من ساعة ما جيتى..
ثم قال لحماته: مع ألف سلامة يا حماتى...م عننا ما لحقناش نقعد معاك.
نظرت له حماته نظرة ذات معنى ، حيث إن الكذب كان واضح عليه بشدة ، ثم غادرت بسلام بيته دون شجار و هو ما يعتبر معجزة.و انتهى يوم الجمعة دون أن يشعر محمود أن هذا هو يوم الإجازة الذى يفترض أن ينال فيه قدرا من الراحة و السعادة أكثر من بقية أيام الأسبوع ، و لكنه لم يرى شكل السعادة و لم يعرف طعم الراحة فى هذا اليوم و لا فى غيره. فقد كانت هذه هى حياته-أو على الأقل من و جهة نظره- .كان ينظر لحياته على أنها واجب سخيف يجب ان يفعله.
و فى الصباح ذهب محمود إلى عمله، و اسوء حظه أن اول من رآه فى العمل كان مديره..ولم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط .
يتبع

الاثنين، 7 يوليو 2008

الجانب الآخر (3)

و كانت زوجته شكاكة جدا...
هانى لمحمود هامسا: و بعدين أعمل إيه دلوقت؟ أنا حاسس إنى اتشليت من الصدمة مش قادر أفكر.
و قبل أن يرد عليه محمود كانت هناء و سمر تسألهم عما أصابهم و عن سبب كل هذا الهمس.
هناء: خير في حاجة حصلت؟
سمر: لو عملين لكم مشكلة يا جماعة ممكن نمشى.
محمود: هو فى مشكلة .بس مش أنتم اللى عملنها. أصل مرات هانى فى النادى وهى شكاكة جدا ولو شفتكوا ممكن تفتكر فى حاجة و مش هتصدق موضوع أننا زمايل و كده.
هناء: خلاص مفيش مشكلة أحنا اتأخرنا كمان و لازم نمشى ..و لا إيه يا سمر؟
سمر : آه فعلا..عندك حق.. طيب مع السلامة بأة
و لحسن حظ هانى أن زوجته كانت تلقى بعض التعليمات على ابنها فلم ترى هانى و محمود و هم جالسين مع الفتاتان..
محمود: تعالى نروح لمراتك بأه بدل ما نقابل حد تانى .الموضوع مش ناقص
هانى: على رأيك الواحد مش مستغنى عن حياته..
و بعد أن سلم محمود على زوجة هانى و جلس معهم لبعض الوقت حتى اقترب الوقت إلى المغرب استأذنهم بالانصراف لأن حماته العزيزة كانت ستنعم عليه بزيارة اليوم..وبعد أن أحضر ما طلبته ريهام استعدادا للزيارة الكريمة،ذهب إلى البيت و فتح باب الشقة فوجد حماته منورة البيت وقد وصلت قبله.و عرف محمود أن اليوم لن ينتهى نهاية سعيدة أبدا.
حماته: أزيك يا محمود... يعنى مش عارف إنى جاية..مش قادر تقعد فى البيت يوم واحد جايلك فيه حماتك.
محمود فى سره : بدأنا القرف بأة ..ثم قال لها : معلش أصل كنت مع واحد صاحبى .
حماته: صاحبك؟ يعنى حد يسيب مراته و يروح لواحد صاحبه ..الأصحاب دول هم اللى بيخربوا البيوت .
و كانت ريهام تنظر نظرات تانيب أثناء هذه المحادثة بجانب كلمات حماته النارية ، فشعر محمود أنه على وشك النفجار و لن يحتمل أكثر من هذا.

السبت، 5 يوليو 2008

الجانب الآخر(2)

ريهام: ما تتأخرش عشان ماما جايه بالليل... و هات كيكة و فاكهة معاك.
نظر لها محمود نظرة استياء شديدة ثم خرج و رزع الباب خلفة بأقصى قوته..وهو فى الاسانسير أخذ يقول لنفسة يا طيبتك يا محمود..كنت عايز تقعد معاها اليوم اهى بتقول حماتك جاية يادى القرف.ثم فتح الباب فوجد أحد جيرانهم أمامه فصدم بشدة و شعر بالاحراج عنما قال له الرجل:خير يا أستاذ محمود سامعاك تبتكلم بصوت عالى فيه حاجة؟
محمود: لا لا ما فيش حاجة...فكر محمود ادي سيرة حماتي ..جبت سيرتها بس الراجل افتكرنى مجنون امال لما اشوفها ايه اللى هايحصل؟..ربنا يستر و يعدى اليوم ده على خير..
و فى السيارة فكر محمود هاعمل ايه دى الوقت..طيب أكلم هانى كده اشوف ايه نظامه؟
محمود وقد امسك التليفون :اللو ازيك يا هانى؟
..هانى يصيح فى التليفون: بس بأة ...اسكت زهأتنى فى عيشتى..مش عارف اتكلم
محمود: اية اللى بتقوله ده يا هانى؟ أنت اتجننت ولا ايه يا ابنى؟
هانى: باين كده انى اتجننت..معلش أصلى كنت باكلم ابنى..كرهنى فى البيت..بقوللك تيجى..
محمود: نخرج صح؟ما أنا مكلمك عشان كده
هانى : صح يا مان ..طيب تعالى نروح النادى..ماشى؟
محمود: طيب ما تتأخرش أنا فى العربية فعلا..سلام
و بعد نصف ساعة كان محمود يجلس مع هانى فى النادي و أخذا يشكيان حظهما لبعض و يتحدث كل واحد عن الجحيم الذى يراه فى بيته.
انى: سيبك بأه من سيرة البيت و الجواز و افتكرلنا حاجة عدلة
محمود: بس مش كل الناس قرفانين قوى كده .أنت عارف مصطفى صاحبنا بيقول إنه مبسوط بالرغم إنه متجوز بقاله ثلالث سنين زينا برده..مهو السبب فى الاحنا فيه ده..قعد يقولنا اتجوزوا اتجوزوا و ادى النتيجة..عكننة ليل و نهار
هانى: ايه فى ايه؟ هتقول شعر و لا ايه؟ مش قولنا نغير الموضوع..فاكر يا عم أيام الجامعة؟
محمود: بس بس يا هانى هاعيط لو قلت اسم الجامعة تانى..لازم تفكرنى بأيام السعد و الهنا..مش شايف اللى أنا فيه؟
هانى: أنا بصراحة شايف حاجة تانية خالص..شايف مين اللى ماشيين هناك دول؟
محمود: مين ؟ أوعى تقول مراتى أنا حتى مقلتلهاش إنى رايح النادى..عرفت منين ديه؟
هانى: ياعم مراتك ايه؟ أنت ما بتفكرش غير فيها؟ بس تصدق ده دليل حبك ليها..هاها..دول هناء و سمر زميلنا من أيام الجامعة
محمود: طب عن إذنك بأه أروح اسلم عليهم.
هانى: غريبة..مش ما كنتش عايز تسمع اسم الجامعة..طب استنى استنى أنا جاى معاك.
و ذهبا هما الاثنين تجاه هناء و سمر و فى عقولهم تجددت ذكريات الجامعة الجميلة ، و فى قلوبهم حسرة على أيامهم الحالية..و كأنهم اتفقوا بعيونهم على ما سيفعلونه خاصة وقد كانوا كثيرا ما يفعلوا هذا معهم فى أيام الجامعة السعيدة..محمود و هانى يتكلمان من خلف الفتاتان:إيه الجمال ده بس..طب ردوا علينا و قوللنا القمر بيعمل إيه فى النادى؟
هناء :هنقولك جاي يعمل ايه ؟ جى يبهدلك يا أستاذ يا مش محترم..أنت مش واخد بالك أننا فى نادى محترم و فى أمن وحاجات كده ممكن يبهدلوك.ثم التفتت الفتاتان ليكملوا سيل الشتائم..و بمجرد أن رأووا هانى ومحمود تغير سلوكهم إلى النقيض تماما.
ثم جلسا و تحتدث الاربع أصدقاء عن الأيام الحلوة اللى فاتت..و بينما كانوا يجلسون و هم فى قمة الاستمتاع إذا محمود يخبط هانى و يهمس له فى أذنه: ألحق مراتك واقفة فى آخر النادى .أنا شايفها
و كانت زوجة هانى شكاكة جدا..
يتبع

الجمعة، 4 يوليو 2008

الجانب الأخر (1)

سوف أبدأ بقصة..يا رب تعجبكم..و إلى القصة:
كان محمود يمتطى حصان أبيض جميل ،و خلفه تركب فتاة رائعة الجمال، و كأنها خرجت من الجنة لتركب خلفه..و عاش محمود فى دور الفارس، و أخذ يتجول بحصانه على شاطىء البحر ، و يستعرض مهارته أمام فتاته؛ ليثبت لها أنه يستحق فعلا أن يكون فارس أحلامها.
..و بينما هو فى هذه الحال السعيدة يظهر كائن يسد الافق ،أشعث الشعر،مهمل الزى، ينادى عليه:"اصحى يا محمود ..يالا عشان تلحق الشغل" وكانت هذه هى زوجته العزيزة..و اكتشف أن كل ما كان فيه لم يكن إلا حلم..فاستيقظ من نومه و هو يشعر بالأسف للحلم الجميل الذى تركه، و الكابوس السخيف الذى هو ذاهب إليه ...و بعد أن استيقظ وذهب ليفطر هو و زوجته ، لمح النتيجة مكتوب عليها"الجمعة" فغضب بشدة و بدأ يصيح بأعلى صوته:"يا ريهااااام... يا ريهاام ..تعالى بسرعة"..و جائت المسكينة و على وجهها علامات الفزع:"خير ..فيه ايه يا محمود؟ فى حاجة حصلت؟".
فرد محمود: و هيجى الخير منين يا هانم؟..بتقوللى ليه اصحى عشان الشغل و النهاردة ما فيش شغل أصلا ؟ مش شايفة أن النهاردة الجمعة؟
ريهام : أنت ما بتصحاش غير لما اقولك أنه فيه شغل..و بعدين يعنى إيه المشكلة؟عطلتك عن الحلم مثلا..؟
محمود فى سره : آه طبعا عطلتينى عن الحلم
ثم أكملت ريهام: وبعدين النهارده اليوم الوحيد الذى نقعد فيه مع بعض..و أنا عايزه أقعد معاك شوية
فرد محمود فى سره أيضا: لو تعرفين أنا كنت مع من..لن تقولى ما قولتيه..
..ثم ذهبا الاتنان ليفطرا وعلى الافطار كان يفكر محمود أنه لن يجلس طوال اليوم فى النكد ده،و نوى أن يفتعل أى سبب ليخرج يقضى اليوم فى الخارج..و بالفعل و هم يتناولون إفطارهم إذا ابنته الصغيرة- و التى تبلغ من العمر سنتان فقط-تصرخ بشدة و بأعلى صوتها ،و ترمى كل ما تطوله يداه الصغيرتين إلى الأرض..فقرر محمود أن هذه هى الفرصة.
محمود: إيه اللى بتعمله بنتك ده؟ بنتك الى مش متربية،شايفة بتبهدل الدنيا ازاى..طب والله لن اقعد اليوم فى البيت..مش كفاية إنى تعبان طول الاسبوع،كمان يوم الجمعة مش عارف استريح بسبب بنتك..وانتهى محمود من كلامه و قد تعمد أن يرفع صوته فى الجمل الأخيرة حتى لا يعطى لزوجته فرصة للرد.كما تجاهل تماما نظرة ريهام المصدومة و المندهشة من كلامه غير المنطقى تماما.و يبدو أن كلامه الصادم أفقدها القدرة على الرد
فاستغل محمود هذه الفرصة، و ذهب مسرعا إلى غرفته ..بدأ يرتدي ملابسه بأسرع ما يكون وهو غير مصدق أن ريهام لم ترد عليه و تقول له أن كل ما قاله غير منطقى وأنها ابنته هو الآخر و ليست ابنتها هى فقط ، و أنه من الآخر بيتلكك.و لكنه فهم أن الصدمة اسكتتها..
و بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه مشى سريعا تجاه الباب ولكن لم تكتمل فرحته فسمع ريهام تناديه، ولكنه لم يجب و بعد عشرات المرات من النداء لاسمه حتى مل من اسمه نفسه، قرر أن يجيب و أشفق عليها بعد كل هذا النداء ،و فكر أنه ربما يغير رأيه و يجلس معها هذا اليوم..
فرد محمود:نعم..عايزة إيه؟
ريهام:ما تتأخرش عشان ماما جايه بالليل... و هات كيكة و فاكهة معاك.
يتبع

لحن البداية

بداية المضوع..إننى أشعر أننا نحيا فى دوامة..الصبح شبه الليل..الناس كلها تحيا فى دوامة الشغل أو الييت أوالمذاكرة..و معظم الوقت الناس مخنوقة؛ لذلك يجب أن نحكى ما يضايقنا..نتكلم عنه..أو نضحك عليه يمكن ننساه أو هو ينسانا..ويمكن عندما نحكى عن حياتا نصلح السىء منها و نحب الجيد منها أكثر و فى النهاية نرضى بكل ما فيها حلوها و مرها...