الخميس، 19 أغسطس 2010

طلقات اللسان




"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " و بما أن الذهب فى هذه الأيام المباركية سعره لا يتوقف عن الارتفاع فعلى الناس أن تفكر قليلا أن يجربوا الصمت..فهناك فكرة تبدو راسخة فى أذهان الكثير أن على كل إنسان أن يشغل كل فيمتو ثانية من وقته بالكلام...
فإذا لم يكن أمامه من يكلمه، لجأ إلى التليفون فى وصلة" غيبة" لكل مخلوق على وجه البسيطة قد تمتد لساعات..و إن لم يكن بالتليفون فتجده يدندن بكلمات بعض الأغنيات الهادفة جدا جدا مثل "العنب العنب" أو "بحبك يا حمار"..حتى أن بعض الناس يتحدثون أثناء النوم ليشغلوا فراغهم فى هذا الوقت الطويل!!
و فى الحديث عن الصمت و الكلام أتذكر أحد الشخصيات التى كانت تقول لنا دائما :" المشكلة أننا نعلم الاطفال كيف يتكلموا و لكن لا أحد يعلمهم كيف يصمتوا"..

و حقا أن بعض الكلمات يمكن أن يقال عليها أنها درر و جواهر نفيسة و لكن البعض
الآخر يكون شىء آخر..يكون كالطلقات و هو تشبيه دائما كان يقفز إلى ذهنى عندما أسمع بعض الأشخاص و هم يتكلمون و يلقون بالقنابل الكلامية
على كل من تقع عليه عيناهم..دائما كانوا يذكروننى بمن يمسك مسدس و هو لا يعرفالتصويب ثم لا يكتفى بهذا بل يعصب عيناه و يبدأ فى "ضرب النار"..ظنا منه انه بطل الرمى الأوحد و إذا به يكتشف أنه بطل الرمى الأوحد و لكن للكائنات الحية المسماه "بنى آدمين"فقط ...

و ظنى أننا لو ظللنا نذكر أنفسنا بالآية الكريمة التى تقول :"ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" لسكت نصف الشعب العربى...

و الغيبة لمن لا يعرفها هى كما جائت فى حديث الرسول صلى الله علييه و سلم
قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته."
أما النميمة هى نقل كلام صادر عن الغير بغية الإفساد....
:و لو تذكرنا الآية التى تقول
.."ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"
لسكت النصف الآخر من الشعب..
.......................................................
و استكمالا لطلقات اللسان إليكم بعض الطلقات التى سمعتها:

من تقول لك أنها تفضل ان ترمى نفسها من الشرفة قبل أن تختار الاختيار الذى اخترته..
........................................................
و من يتمنى الموت لك و أو كما نقول "بيفول عليك" و يقولها لك وجها لوجه..مازاحا كان أو قاصدا فالنتيجة واحدة..

...........................حسبى الله و نعم الوكيل............................................

.....عندما أسمع هذه الكلمات و غيرها الكثير أتأكد أن هناك اختراع خطير يلزم البشرية و هو اختراع "فلتر للكلام"...فقد كان يفترض أن أصل عملية الكلام أن تمر الفكرة على العقل ثم ينطق بها اللسان
بعد أن يختمها العقل بختم "صالح للاستهلاك الآدمى" و لكن الآن -ما شاء الله- أصبح الكلام قذائف أرض جو..


..و لا يجب أن ننسى الحجة الأكثر شهرة عندما يشعر من يتفوه بمثل هذه الطلقات بأنه أخطأ بعض الشىء و هى :"أصلى كنت بهزر"..
و الرد على هذا أنه يفترض فى المزاح أنه لرسم البسمة على الشفاة و خلق جو من المرح و لكن البعض يظن أنه يمكن أن يجعل من أمامه يكاد أن ينفجر من شدة الغيظ و يزال يصف نفسه بأنه يمزح...

لا يا سيدى و ألف لا ..من قال لك هذه المعلومة الجبارة؟؟
من قال أن فى المزاح كل شىء مباح...انظر لهذا الحديث..

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه.

وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في مسير، فخفق رجل علي راحلته -أي نعس- فأخذ رجل سهمًا من كنانته فانتبه الرجل، ففزع، فقال رسول الله: "لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا" رواه الطبراني . والسياق يدل علي أن الذي فعل ذلك كان يمازحه...

و أظن ان هذه الأحاديث رد كاف لكل من يظن أن فى أذية الناس مزاح ..فكما عوّدونا فى مواضيع التعبير التى كنا نكتبها و نحن صغار أن نكتب بعض التعبيرات القوية و كانت من ضمنها :"هذه الكلمة تحمل بين طياتها الكثير و الكثير"..و حقا كان هذا التعبير..فرجاء ألا نستهون بكلامنا..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الرجل ليقول الكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالاً تهوى به سبعين خريفاً فى النار".
........................
إن الكلام و العقل من النعم التى ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات لذا فكل ما هو مطلوب منا ان نستخدمهم الاثنان سويا و فى نفس الوقت فيكون كلامنا كله خيرا..
قال رسول الله -صالى الله عليه و سلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
أما بالنسبة لأسلوب الرد على هذا الكلا المسمى بالطلقات فأنا اكتفى باقتباس مقولة للإمام الشافعى-رحمه الله-:
" لإن أجادل مائة عالم خير لى من أن أجادل جاهل واحد"

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا و قلبا خاشعا..................................................


الأحد، 8 أغسطس 2010

بالأمس كانت بريئة







بالأمس كانت بريئة
تلهو وسط الأطفال
تظن نفسها مليكة
وكل ما حولها جَمال
قالو عنها ..جريئة
و لكن اليوم.. تبدل الحال
أصبح الخوف حقيقة
بعد أن كان المحال
و رأت الدنيا قميئة
و الانسان فيها رحّال
و قلوب بالحزن مليئة
من أجل حفنة مال

و من تبدو للناس رقيقة
و تبث السم فى الأقوال
تحسبها خطأ صديقة
و هى من قتلة الآمال

قصة.. تبدو عتيقة
حكاها العم و الخال
إنها .. .. قصة فتاة
بالأمس كانت بريئة
واغتالت براءتها الحياة

الخميس، 19 أغسطس 2010

طلقات اللسان




"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " و بما أن الذهب فى هذه الأيام المباركية سعره لا يتوقف عن الارتفاع فعلى الناس أن تفكر قليلا أن يجربوا الصمت..فهناك فكرة تبدو راسخة فى أذهان الكثير أن على كل إنسان أن يشغل كل فيمتو ثانية من وقته بالكلام...
فإذا لم يكن أمامه من يكلمه، لجأ إلى التليفون فى وصلة" غيبة" لكل مخلوق على وجه البسيطة قد تمتد لساعات..و إن لم يكن بالتليفون فتجده يدندن بكلمات بعض الأغنيات الهادفة جدا جدا مثل "العنب العنب" أو "بحبك يا حمار"..حتى أن بعض الناس يتحدثون أثناء النوم ليشغلوا فراغهم فى هذا الوقت الطويل!!
و فى الحديث عن الصمت و الكلام أتذكر أحد الشخصيات التى كانت تقول لنا دائما :" المشكلة أننا نعلم الاطفال كيف يتكلموا و لكن لا أحد يعلمهم كيف يصمتوا"..

و حقا أن بعض الكلمات يمكن أن يقال عليها أنها درر و جواهر نفيسة و لكن البعض
الآخر يكون شىء آخر..يكون كالطلقات و هو تشبيه دائما كان يقفز إلى ذهنى عندما أسمع بعض الأشخاص و هم يتكلمون و يلقون بالقنابل الكلامية
على كل من تقع عليه عيناهم..دائما كانوا يذكروننى بمن يمسك مسدس و هو لا يعرفالتصويب ثم لا يكتفى بهذا بل يعصب عيناه و يبدأ فى "ضرب النار"..ظنا منه انه بطل الرمى الأوحد و إذا به يكتشف أنه بطل الرمى الأوحد و لكن للكائنات الحية المسماه "بنى آدمين"فقط ...

و ظنى أننا لو ظللنا نذكر أنفسنا بالآية الكريمة التى تقول :"ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" لسكت نصف الشعب العربى...

و الغيبة لمن لا يعرفها هى كما جائت فى حديث الرسول صلى الله علييه و سلم
قال: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته."
أما النميمة هى نقل كلام صادر عن الغير بغية الإفساد....
:و لو تذكرنا الآية التى تقول
.."ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"
لسكت النصف الآخر من الشعب..
.......................................................
و استكمالا لطلقات اللسان إليكم بعض الطلقات التى سمعتها:

من تقول لك أنها تفضل ان ترمى نفسها من الشرفة قبل أن تختار الاختيار الذى اخترته..
........................................................
و من يتمنى الموت لك و أو كما نقول "بيفول عليك" و يقولها لك وجها لوجه..مازاحا كان أو قاصدا فالنتيجة واحدة..

...........................حسبى الله و نعم الوكيل............................................

.....عندما أسمع هذه الكلمات و غيرها الكثير أتأكد أن هناك اختراع خطير يلزم البشرية و هو اختراع "فلتر للكلام"...فقد كان يفترض أن أصل عملية الكلام أن تمر الفكرة على العقل ثم ينطق بها اللسان
بعد أن يختمها العقل بختم "صالح للاستهلاك الآدمى" و لكن الآن -ما شاء الله- أصبح الكلام قذائف أرض جو..


..و لا يجب أن ننسى الحجة الأكثر شهرة عندما يشعر من يتفوه بمثل هذه الطلقات بأنه أخطأ بعض الشىء و هى :"أصلى كنت بهزر"..
و الرد على هذا أنه يفترض فى المزاح أنه لرسم البسمة على الشفاة و خلق جو من المرح و لكن البعض يظن أنه يمكن أن يجعل من أمامه يكاد أن ينفجر من شدة الغيظ و يزال يصف نفسه بأنه يمزح...

لا يا سيدى و ألف لا ..من قال لك هذه المعلومة الجبارة؟؟
من قال أن فى المزاح كل شىء مباح...انظر لهذا الحديث..

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه.

وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في مسير، فخفق رجل علي راحلته -أي نعس- فأخذ رجل سهمًا من كنانته فانتبه الرجل، ففزع، فقال رسول الله: "لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا" رواه الطبراني . والسياق يدل علي أن الذي فعل ذلك كان يمازحه...

و أظن ان هذه الأحاديث رد كاف لكل من يظن أن فى أذية الناس مزاح ..فكما عوّدونا فى مواضيع التعبير التى كنا نكتبها و نحن صغار أن نكتب بعض التعبيرات القوية و كانت من ضمنها :"هذه الكلمة تحمل بين طياتها الكثير و الكثير"..و حقا كان هذا التعبير..فرجاء ألا نستهون بكلامنا..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الرجل ليقول الكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالاً تهوى به سبعين خريفاً فى النار".
........................
إن الكلام و العقل من النعم التى ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات لذا فكل ما هو مطلوب منا ان نستخدمهم الاثنان سويا و فى نفس الوقت فيكون كلامنا كله خيرا..
قال رسول الله -صالى الله عليه و سلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
أما بالنسبة لأسلوب الرد على هذا الكلا المسمى بالطلقات فأنا اكتفى باقتباس مقولة للإمام الشافعى-رحمه الله-:
" لإن أجادل مائة عالم خير لى من أن أجادل جاهل واحد"

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا و قلبا خاشعا..................................................


الأحد، 8 أغسطس 2010

بالأمس كانت بريئة







بالأمس كانت بريئة
تلهو وسط الأطفال
تظن نفسها مليكة
وكل ما حولها جَمال
قالو عنها ..جريئة
و لكن اليوم.. تبدل الحال
أصبح الخوف حقيقة
بعد أن كان المحال
و رأت الدنيا قميئة
و الانسان فيها رحّال
و قلوب بالحزن مليئة
من أجل حفنة مال

و من تبدو للناس رقيقة
و تبث السم فى الأقوال
تحسبها خطأ صديقة
و هى من قتلة الآمال

قصة.. تبدو عتيقة
حكاها العم و الخال
إنها .. .. قصة فتاة
بالأمس كانت بريئة
واغتالت براءتها الحياة