الجمعة، 26 ديسمبر 2008

و عادت قطعة الجنة...


كان الفتى يجلس وسط واحة جميلة تظهر و كأنها نقطة خضراء فى بحر من الصحراء الشاسعة....فمن حوله امتدت الأشجار الجميلة و النخيل لتحيط بالمكان و تفصله عما حوله فتضفى عليه خصوصية و جمال إضافيين...و المياه تجرى فى أنهار صغيرة و ينعكس عليها ضوء الشمس فتبدو و كأنها حبات من اللؤلؤ...أما ما كان يزيد المشهد جمالا هى النباتات و الأزهار بمختلف أشكالها التى كانت تكسو الأرض حتى أصبح المكان يبدو و كأنه قطعة من الجنة...
و بينما الفتى ينظر حوله متأملا تلك الواحة الجميلة التى يجلس فيها اذا بينابيع المياه تنضب فجأة فتجف الأنهار الصغيرة و الأشجار تصبح شجيرات ثم مجرد أعشاب قصيرة و فى النهاية تختفى تماما ...أما الزهور و النباتات التى كانت تكسو الأرض فبدت و كأنها هناك من يجذبها بعيدا بعيدا حتى اختفت هى الأخرى تماما....
ما هذا الذى يحدث؟؟ ظل الفتى يسأل نفسه مدهوشا مما رآه فما حدث له الآن يفوق أى منطق؟..و بدأ احساس بالفزع و الرعب يتملكه بعد أن نظر الى المكان الذى كان منذ دقائق قطعة من الجنة و قد أصبح صحراء جرداء..لا يُرى شىء فيها إلا اللون الأصفر..ماذا سيفعل و كيف يحسن التصرف؟...هل يمشى مبتعدا عن هذا المكان و لكن ما الفائدة و ما حوله كله صحراء و لا يستطيع رؤية شىء على مرمى البصر....لذا كان قراره الجلوس و الدعاء و الأمل لعل الوضع يعود إلى ما كان عليه...
و ظل جالسا لساعات طوال تحرقه أشعة الشمس التى لم يكن يشعر بها من قبل تحت ظل الأشجار و تفزعه أى حركة و لو كانت مجرد نسمات هواء...أما ما كان يفكر فيه الآن فهو أنه لم يبقى إلا ساعة واحدة و يأتى الليل و يزداد الوضع سوءً ...
و وسط كل هذه الأفكار و التساؤلات لم يملك الفتى إلا الدعاء و الأمل لعل معجزة ما تحدث و يتغير الوضع...و لكن لا شىء ..لم يحدث شىء..مر الوقت و أظلمت الدنيا و لم يستطع أن يفكر فى وضع أسوأ مما هو فيه... ظل جالسا لساعات كثيرة يخشى النوم فى هذا المكان و فى هذه الظروف و لكن غلبه تعبه و ارهاقه الشديد و راح فى سبات عميق...
استيقظ فى اليوم التالى و بمجرد أن رأى الضوء مرة أخرى حمد الله و فكر أنه مازال هناك أمل و عندما نظر جيدا حوله لم يصدق ما يراه...لقد عادت الواحة كما كانت..بل أحلى مما كانت...عادت قطعة الجنة مرة أخرى....
...استيقظ الفتى من نومه و هو يفكر فى هذا الحلم العجيب الذى كان يحلمه...واحة تختفى و تعود..ترى هل يرمز لشىء؟...لم يعرف إلم يرمز هذا الحلم الغريب...و لكنه الآن سيترك التفكير فى الحلم جانبا ذلك لأنه كان يشعر باحساس جميل افتقده منذ شهور...احساس ظن انه سيفقده إلى الأبد و لكنه الآن عاد إليه...احساس الرغبة فى الكتابة..
إنه يريد أن يكتب و يكتب و لا يتوقف عن الكتابة...لقد ظن أن بئر الأفكار قد نضب و بحر الالهام قد جف لديه ولكنه الآن يمسك بقلمه و يكتب دون توقف...و بينما هو مستغرق فى الكتابة و مستمتع بما يفعله تراءى له معنى الحلم...لقد عادت قطعة الجنة له فى الحلم و كانت الواحة الجميلة...و عادت أيضا فى الواقع و لكنها قدرته و رغبته فى الكتابة...عادت سعادته المفقودة و متنفسه الوحيد ...عادت قطعة الجنة..

هناك 8 تعليقات:

romansy يقول...

اول تعليق

ل



رومانسى

ضحكات الحياة يقول...

حكاية جديدة فكرتها فعلا
حكاية جميلة جدا و يا رب نكتب دايما ادينا مشغولين و مش عارفين نكتب

Rosie يقول...

رومانسى..
أول تعليق لسه محجوزلك..بس هو فين؟؟؟

Rosie يقول...

ضحكات الحياة
مبسوطة أنها عجبتك..و يارب نقدر نكتب علطووووول...

EMMY BABY يقول...

بجد خيالك جميل اوى وعجبنى جدا يا روزى


وفعلا الكاتب دايما قدرته على الكتابة بتكون هى الشى اللى بيتمناه هى فعلا جنته

وفقتى جدا فى تشبيهك

تحياتى

ايمى

Rosie يقول...

يااه يا ايمى وحشتينى جدا...
حمدلله على سلامتك من المتحانات و
كويس أنها عجبتك...

بوب يقول...

جميلة جدا يا روزي الفكرة دي رائعة
وبتيهيألي ان اي حد هيقراها اكيد هيفتكر ان كان في حاجه جميله عنده ونسيها مع الايام ولازم يحاول يعيدها تاني

Rosie يقول...

بوب
شكرا تانى على تعليقك...أتمنى أنها تكون أثرت فيك شخصيا و تكتب تانى..
............
صحيح أنا قعدت كتير بعدها بعد ما كتبت تانى...مشاغل الحياة..
و فعلا زى ما قلت و وصفت حاجة جميلة كانت عنده و لازم يرجعها و يكبرها بدل ما يقتلها...

الجمعة، 26 ديسمبر 2008

و عادت قطعة الجنة...


كان الفتى يجلس وسط واحة جميلة تظهر و كأنها نقطة خضراء فى بحر من الصحراء الشاسعة....فمن حوله امتدت الأشجار الجميلة و النخيل لتحيط بالمكان و تفصله عما حوله فتضفى عليه خصوصية و جمال إضافيين...و المياه تجرى فى أنهار صغيرة و ينعكس عليها ضوء الشمس فتبدو و كأنها حبات من اللؤلؤ...أما ما كان يزيد المشهد جمالا هى النباتات و الأزهار بمختلف أشكالها التى كانت تكسو الأرض حتى أصبح المكان يبدو و كأنه قطعة من الجنة...
و بينما الفتى ينظر حوله متأملا تلك الواحة الجميلة التى يجلس فيها اذا بينابيع المياه تنضب فجأة فتجف الأنهار الصغيرة و الأشجار تصبح شجيرات ثم مجرد أعشاب قصيرة و فى النهاية تختفى تماما ...أما الزهور و النباتات التى كانت تكسو الأرض فبدت و كأنها هناك من يجذبها بعيدا بعيدا حتى اختفت هى الأخرى تماما....
ما هذا الذى يحدث؟؟ ظل الفتى يسأل نفسه مدهوشا مما رآه فما حدث له الآن يفوق أى منطق؟..و بدأ احساس بالفزع و الرعب يتملكه بعد أن نظر الى المكان الذى كان منذ دقائق قطعة من الجنة و قد أصبح صحراء جرداء..لا يُرى شىء فيها إلا اللون الأصفر..ماذا سيفعل و كيف يحسن التصرف؟...هل يمشى مبتعدا عن هذا المكان و لكن ما الفائدة و ما حوله كله صحراء و لا يستطيع رؤية شىء على مرمى البصر....لذا كان قراره الجلوس و الدعاء و الأمل لعل الوضع يعود إلى ما كان عليه...
و ظل جالسا لساعات طوال تحرقه أشعة الشمس التى لم يكن يشعر بها من قبل تحت ظل الأشجار و تفزعه أى حركة و لو كانت مجرد نسمات هواء...أما ما كان يفكر فيه الآن فهو أنه لم يبقى إلا ساعة واحدة و يأتى الليل و يزداد الوضع سوءً ...
و وسط كل هذه الأفكار و التساؤلات لم يملك الفتى إلا الدعاء و الأمل لعل معجزة ما تحدث و يتغير الوضع...و لكن لا شىء ..لم يحدث شىء..مر الوقت و أظلمت الدنيا و لم يستطع أن يفكر فى وضع أسوأ مما هو فيه... ظل جالسا لساعات كثيرة يخشى النوم فى هذا المكان و فى هذه الظروف و لكن غلبه تعبه و ارهاقه الشديد و راح فى سبات عميق...
استيقظ فى اليوم التالى و بمجرد أن رأى الضوء مرة أخرى حمد الله و فكر أنه مازال هناك أمل و عندما نظر جيدا حوله لم يصدق ما يراه...لقد عادت الواحة كما كانت..بل أحلى مما كانت...عادت قطعة الجنة مرة أخرى....
...استيقظ الفتى من نومه و هو يفكر فى هذا الحلم العجيب الذى كان يحلمه...واحة تختفى و تعود..ترى هل يرمز لشىء؟...لم يعرف إلم يرمز هذا الحلم الغريب...و لكنه الآن سيترك التفكير فى الحلم جانبا ذلك لأنه كان يشعر باحساس جميل افتقده منذ شهور...احساس ظن انه سيفقده إلى الأبد و لكنه الآن عاد إليه...احساس الرغبة فى الكتابة..
إنه يريد أن يكتب و يكتب و لا يتوقف عن الكتابة...لقد ظن أن بئر الأفكار قد نضب و بحر الالهام قد جف لديه ولكنه الآن يمسك بقلمه و يكتب دون توقف...و بينما هو مستغرق فى الكتابة و مستمتع بما يفعله تراءى له معنى الحلم...لقد عادت قطعة الجنة له فى الحلم و كانت الواحة الجميلة...و عادت أيضا فى الواقع و لكنها قدرته و رغبته فى الكتابة...عادت سعادته المفقودة و متنفسه الوحيد ...عادت قطعة الجنة..

هناك 8 تعليقات:

romansy يقول...

اول تعليق

ل



رومانسى

ضحكات الحياة يقول...

حكاية جديدة فكرتها فعلا
حكاية جميلة جدا و يا رب نكتب دايما ادينا مشغولين و مش عارفين نكتب

Rosie يقول...

رومانسى..
أول تعليق لسه محجوزلك..بس هو فين؟؟؟

Rosie يقول...

ضحكات الحياة
مبسوطة أنها عجبتك..و يارب نقدر نكتب علطووووول...

EMMY BABY يقول...

بجد خيالك جميل اوى وعجبنى جدا يا روزى


وفعلا الكاتب دايما قدرته على الكتابة بتكون هى الشى اللى بيتمناه هى فعلا جنته

وفقتى جدا فى تشبيهك

تحياتى

ايمى

Rosie يقول...

يااه يا ايمى وحشتينى جدا...
حمدلله على سلامتك من المتحانات و
كويس أنها عجبتك...

بوب يقول...

جميلة جدا يا روزي الفكرة دي رائعة
وبتيهيألي ان اي حد هيقراها اكيد هيفتكر ان كان في حاجه جميله عنده ونسيها مع الايام ولازم يحاول يعيدها تاني

Rosie يقول...

بوب
شكرا تانى على تعليقك...أتمنى أنها تكون أثرت فيك شخصيا و تكتب تانى..
............
صحيح أنا قعدت كتير بعدها بعد ما كتبت تانى...مشاغل الحياة..
و فعلا زى ما قلت و وصفت حاجة جميلة كانت عنده و لازم يرجعها و يكبرها بدل ما يقتلها...