السبت، 2 أغسطس 2008

مطلوب إسعاف

تخيلوا معى المشهد الآتى:
صراخ عالى يتردد من وسط شارع عريض على جانبيه المحلات المزدحمة دائما..و كان مصدر هذا الصراخ شاب ملقى على الأرض ، مغروس فى جسده عدة سكاكين و غارق فى دمائه ...و بالرغم من أن هذا الشاب كان يقاوم الألم المبرح الذى يشعر به فى كل جسده، و يحاول أن يصرخ طالبا المساعدة بأقصى صوت تسمح به حالته..و مع أن صوت الشاب كان مسموع إلى حد كبير إلا أن أحدا لم يلتفت إليه إلا بعد فترة طويلة..فقد احتاج تجار المحلات و الزبائن فترة طويلة حتى يسمعوا صوت أحد آخر غير أنفسهم ، و يتخذوا القرار بالذهاب لمساعدته...
وبعد مرور هذه الفترة الطويلة وجد الشاب نفسه محاط بعدد كبير من البشر و اطمئن انه فى طريقه إلى العلاج...فقد اعتقد الشاب أن من المؤكد أن يطلب شخص الإسعاف لينقذه، و لكنه فوجىء بأن هذا لم يحدث إطلاقا..بل على العكس تحول جميع الأشخاص الموجودون فى غمضة عين إلى أطباء فى كل التخصصات. .
و بدأت المآساة أو قل سيل الاقتراحات الذى انهال على هذا الشاب المسكين فى محاولة من الجميع لمساعدته..و الأسوأ من هذا أن بعض هذه القتراحات كانت تدخل حيز التنفيذ على يد أحد المقترحين..فوجد الشاب من يحاول أن ينزع أحد السكاكين من جسده إلا أنه يفشل و لا ينال الشاب إلا احساس بألم مضاعف...
و خلال هذا الوقت كان الشاب يقول جملة واحدة فقط :"عايز الإسعاف"..و لكن يبدو أن صوته لم يكن مسموع بدرجة كافية ، كما أن أحدا لم يكلف نفسه عناء الاستماع إلى ما يقول...و أخيرا ضغط الشاب على نفسه و كتم ألمه و صرخ بكل ما أوتى من قوة :عايز الإسعاف..
فى هذا الوقت فقط استجاب الناس لمطلبه و طلبوا الإسعاف له و مازلت فى الطريق حتى الآن ، و مازال مطلوب إسعاف ..
لا أعرف لماذا يدور فى عقلى هذا المشهد كلما فكرت فى حالنا..فهذا الشاب يذكرنى بالأسر المصرية و المجتمع المصرى بشكل عام المغروس فى جسده أكثر من مشكلة...تعليم و صحة و اقتصاد..الخ و كل مشكلة تمثل سكينا فى جسد المجتمع أو الشاب كما فى المشهد..أما عن التجار و الزبائن فهم المسئولون و كل من لا يعانى من المشكلات السابقة من المصريين...و بالطبع الإسعاف هو الحل الصحيح لكل مشكلة من قبل المتخصصين لا المسئولين و فارق كبير بين الاثنان...
هل يرى أحد معى هذا المشهد أم أنى اراه وحدى؟؟؟

هناك تعليقان (2):

ضحكات الحياة يقول...

نعم مصر كالجسد الذى توجد به السكاكين و لكن عندنا فى مصر نحن لا نحاول حل المشكلة و لكن نحاول اخفائها علشان يقولوا ان المشكلة اتحلت بس فين الشعب فى القصة و بتهيألى الشعب هو اللى ممكن يغير بصوته
و التجار هيفضوا يتاجروا و هم يهمهم ان الجسد ده ميبقاش موجود اساسا بحيث يبقى مخفى فيقدروا يقسموا التورتة (مصر)

Rosie يقول...

أولا شكرا مرة تانية على التعليق
ثانيا الشعب موجود و هو الشاب أو الأسر المصرية زى ما مكتوب فى القصة..و طبعا الشعب فعلا هو اللى ممكن و لازم يغير الوضع اللى هو فيه لأنه هو المجروح و هو اللى بيعانى و محدش بيسأل فيه و لو حصل و سأل بييقى غالبا بعد قوات الأوان..

السبت، 2 أغسطس 2008

مطلوب إسعاف

تخيلوا معى المشهد الآتى:
صراخ عالى يتردد من وسط شارع عريض على جانبيه المحلات المزدحمة دائما..و كان مصدر هذا الصراخ شاب ملقى على الأرض ، مغروس فى جسده عدة سكاكين و غارق فى دمائه ...و بالرغم من أن هذا الشاب كان يقاوم الألم المبرح الذى يشعر به فى كل جسده، و يحاول أن يصرخ طالبا المساعدة بأقصى صوت تسمح به حالته..و مع أن صوت الشاب كان مسموع إلى حد كبير إلا أن أحدا لم يلتفت إليه إلا بعد فترة طويلة..فقد احتاج تجار المحلات و الزبائن فترة طويلة حتى يسمعوا صوت أحد آخر غير أنفسهم ، و يتخذوا القرار بالذهاب لمساعدته...
وبعد مرور هذه الفترة الطويلة وجد الشاب نفسه محاط بعدد كبير من البشر و اطمئن انه فى طريقه إلى العلاج...فقد اعتقد الشاب أن من المؤكد أن يطلب شخص الإسعاف لينقذه، و لكنه فوجىء بأن هذا لم يحدث إطلاقا..بل على العكس تحول جميع الأشخاص الموجودون فى غمضة عين إلى أطباء فى كل التخصصات. .
و بدأت المآساة أو قل سيل الاقتراحات الذى انهال على هذا الشاب المسكين فى محاولة من الجميع لمساعدته..و الأسوأ من هذا أن بعض هذه القتراحات كانت تدخل حيز التنفيذ على يد أحد المقترحين..فوجد الشاب من يحاول أن ينزع أحد السكاكين من جسده إلا أنه يفشل و لا ينال الشاب إلا احساس بألم مضاعف...
و خلال هذا الوقت كان الشاب يقول جملة واحدة فقط :"عايز الإسعاف"..و لكن يبدو أن صوته لم يكن مسموع بدرجة كافية ، كما أن أحدا لم يكلف نفسه عناء الاستماع إلى ما يقول...و أخيرا ضغط الشاب على نفسه و كتم ألمه و صرخ بكل ما أوتى من قوة :عايز الإسعاف..
فى هذا الوقت فقط استجاب الناس لمطلبه و طلبوا الإسعاف له و مازلت فى الطريق حتى الآن ، و مازال مطلوب إسعاف ..
لا أعرف لماذا يدور فى عقلى هذا المشهد كلما فكرت فى حالنا..فهذا الشاب يذكرنى بالأسر المصرية و المجتمع المصرى بشكل عام المغروس فى جسده أكثر من مشكلة...تعليم و صحة و اقتصاد..الخ و كل مشكلة تمثل سكينا فى جسد المجتمع أو الشاب كما فى المشهد..أما عن التجار و الزبائن فهم المسئولون و كل من لا يعانى من المشكلات السابقة من المصريين...و بالطبع الإسعاف هو الحل الصحيح لكل مشكلة من قبل المتخصصين لا المسئولين و فارق كبير بين الاثنان...
هل يرى أحد معى هذا المشهد أم أنى اراه وحدى؟؟؟

هناك تعليقان (2):

ضحكات الحياة يقول...

نعم مصر كالجسد الذى توجد به السكاكين و لكن عندنا فى مصر نحن لا نحاول حل المشكلة و لكن نحاول اخفائها علشان يقولوا ان المشكلة اتحلت بس فين الشعب فى القصة و بتهيألى الشعب هو اللى ممكن يغير بصوته
و التجار هيفضوا يتاجروا و هم يهمهم ان الجسد ده ميبقاش موجود اساسا بحيث يبقى مخفى فيقدروا يقسموا التورتة (مصر)

Rosie يقول...

أولا شكرا مرة تانية على التعليق
ثانيا الشعب موجود و هو الشاب أو الأسر المصرية زى ما مكتوب فى القصة..و طبعا الشعب فعلا هو اللى ممكن و لازم يغير الوضع اللى هو فيه لأنه هو المجروح و هو اللى بيعانى و محدش بيسأل فيه و لو حصل و سأل بييقى غالبا بعد قوات الأوان..