الخميس، 4 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (3)

وهو فى طريقه إلى بيته كان يسير كالمغيب عن الوعى ؛ فاصطدم بشخص و بمجرد أن نهض ليعتذر له حتى وجده مممدوح صديق عمره الذى تجاوز مكانة الصديق ليحتل مكانة الاخ........و بعد إبداء الدهشة و السعادة لعودة أحمد إلى العالم مرة اخرى قال له صديقه:و لكن احنا لازم نحتفل بالمناسبة دى...تعالى معى نتمشى شوية فى الشوارع و أوريك أيه اللى حصل قى الدنيا...
أحمد : تانى جولات...ده انا كان هايجرالى حاجة من التمشية فى شارعى بس.أمال لو اتمشيت فى بقية الشوارع هايجرالى ايه؟
ممدوح : لا لا..تعالى بس و متخفش
و ركب الصديقان السيارة و أصبح ممدوح يقوم بدور المرشد السياحى و لكن هذه المرة لسائح مصرى يريد ان يعرف ماذا حدث لبلده فى غيابه....و ظل يسيران لفترة و السائح العائد لا يصدق الذى حدث لصديقه و بلده..صديقه الذى كان أهدىء ما يكون فجأة تحول إلى النقيض تماما ، و لكن له عذره..بمجرد أن بدأ القيادة حتى كاد محمود يجزم أن هذا ليس شارع حقيقى و لا هؤلاء أناس حقيقيون...
أحمد :...أنا عايز أسألك سؤال و تجوابنى بصراحة
ممدوح: قول يا بنى فيه أيه؟
أحمد: بصراحة؟
ممدوح: قلقتنى ..قول فيه ايه؟
أحمد : أنت هربان من حاجة؟...يعنى عملت جريمة ..سرقت ، قتلت...كده يعنى؟
ممدوح و قد ظهرت الراحة على وجهه و بدا الابتسام : لأ طبعا..ليه بتقول كده.؟؟
أحمد :أصلنا محاصرين من ساعات ما تحركنا..أيوة أنا متأكد..و بأنواع مختلفة من العربيات و كل شوية يبدلوا مع بعض...
ممدوح :هاها..معلش ما أنت غايب بقالك كتير..ده يا سيدى النظام الجديد فى السواقة..أسرع قدر المستطاع حنى لا يسبقك احد..
أحمد : بالرغم أن النهاية واحدة....وقفة طويلة فى اللجنة..و لا لغوها؟
ممدوح : لأ طبعا..وسائل تعذيب البشر موجودة كلها و فى تطور..ما تقلقش..
أحمد : برده ما قلت ليش..ليه العربيات مزنقة فى بعضها كده؟
ممدوح : يا ريتنى أعرف كنت قلتلك..بس زى ما قلت غالبا كل الحاجات دى بترجع للنظام الجديد للسواقة اللى بيحاول بكل جهده أنه يضيف عجيبة جديدة للعجائب السبع .."الشوارع المصرية"
إلى هنا و توقف أحمد عن الكلام و السؤال حتى لا يسمع المزيد من الاحباطات..و لكن ما رآه جعله غير قادر على السكوت و قبل أن ينطق بالسؤال وجد صديقه يقول: و ده من أشهر معالم القاهرة...ميدان اللى ميتسماش
-أفندم؟..يعنى أيه؟
-ده من اشهر الميادين..و أنت عارفه كويس..و ياما رحته..معقول لسه ما فتكرتهوش
فى هذا الوقت بدا أن أحمد بدأ يتذكر و هذا كان واضحا من علامات الصدمة و الاستغراب التى بدت على وجهه و يبدو أن الصدمة و الاندهاش ستكون الاحاسيس الرسمية له فى هذه الايام..
أحمد مستفسرا : التمثال راح فين؟..رمسيس؟,,خدوه؟
ممدوح: لا لا الحمد لله لسه ما وصلناش لكده..بس راح يتفسح فى المتحف الجديد..و بما أن الميدان كان ميدان رمسيس.فانا قررت أسميه ميدان اللى مايتسماش بسبب اختفاء رمسيس فى ظروف غامضة...أ
حمد : كويس انك واخد كل حاجة هزار بدل ما يجرالك حاجة
-طبعا ..أمال عايزنى أموت من الغيظ..بس لعلمك رمسيس ده محظوظ
-ليه باه إن شاء الله؟؟- أنتقل و هو آخر راحة...فاضولو الطريق ووسعولو السكة و الأهم انه وجد وسيلة مواصلات مريحة..و أنت عارف ان الحكاية دى شبه مستحيلة الايام دى..
-آه انت هاتقولى مانا جربت بنفسى.
تذكر أحمد ذكرى التاكسى الأليمة فى هذه اللحظة..و بينما هو غارق فى أفكاره..إذا رأى أشياء متحركة عجيبة تجوب شوارع المحروسة مخلفة ضوضاء و ازدحام أكبر بكثير من حجمها..و كانت عناوين مجلات الأطفال الكوميدية تسطع فى عقله الآن..هجوم الكوكب الأسود على الأرض..تحذير لجميع سكان الأرض من التعامل مع المركبات السوداء حيث إنها تابعة للكوب الأسود..و لم يتم ترخيصها حتى الآن..و بينما هو كذلك حتى قطع صديقه أفكاره قائلا: شفت آخر تقليعة..
-أيه ..فى أيه تانى؟
-العربيات الصغيرة دى عارف دى أيه؟
-لأ طبعا..و عادت العناوين تسطع فى عقله مجددا..
- دول يا سيدى..اختراع كده اسمه التوكتوك
- أيه...تك أيه؟
- توك توك..حاجة المفروض لحل أزمة الواصلات بس كالعادة الحلول بتاعتنا بتزود المشكلات..
و هنا نظر أحمد إلى احد هذه الأشياء المسماة بالتوكتوك فوجد مكتوب على لوحة الأرقام لتوك توك.."الرقم مرفوع من الخدمة...من فضلك أعد المحاولة" و هنا قال لنفسه :لا لا..و لا كوكب أسود و لا حتى ابيض..دى خفة دم المصريين طبعا..و بعد فترة صمت عمت المكان قطع ممدوح الصمت قائلا: و ده بأه اشهر حريق فيك يا مصر..
-استنى أنا عارف المبنى ده..ده ..ده
-مبنى الشورة...بالظبط..المجلس الموقر اللى ضاع فى شربة مية..
-ليه هو غرق و لا أيه؟
- لأ ...حاجة أبسط من كده ..ولع بس..-يا نهار......بس ماتخفش قواتنا الهمامة طفت الحريق فى ست ساعات بس..
-كفاية يا ممدوح كفاية..
بس آخر سؤال و قولى و أنا هاحاول أتماسك لو حصل حاجة:النيل و الهرم لسه موحودين؟
-هاها..لأ مش للدرجة دى..لسه موجدين
-أحمدك يا رب..وديدنى البيت بأه-
طب و الفسحة؟
-بقلك رجعنى..كفاية اللى شفته..ولا فسحة و لا احتفال..
-براحتك أنت حر...بس ما تنساش أنا عازمك على فرح ابنى الجمعة الجاية..
و بعد ساعة عاد أحمد سالما أرص الوطن أو بيته فى رواية اخرى...عاد متعبا منهك القوى و ذهب مباشرة إلى سريره مكتفي بما رآه...و ذهب على الفور فى نوم عميق ،فقد كان بحاجة ماسة إلى النوم ليرتاح مما حدث له . يستعد ليوم جديد ملى بالمفاجآت و الاحباطات..
لينك الحلقة و التعليقات على الفيس بوك:

هناك تعليقان (2):

ضحكات الحياة يقول...

ايييييييييه دنيا ما هو كان فى غيبوبة و مستريح يلا نصيب
بس القصة رائعة و ان شاء الله فى انتظار الجزء 4

Rosie يقول...

يالا نصيبه كده...يفوق و يعرف الدنيا على حقيقتها..
جميل فوى انتظارك ده..بس مش هاطول عليك..الجزء الرابع سوف يوضع قريبا..
شكرا لك

الخميس، 4 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (3)

وهو فى طريقه إلى بيته كان يسير كالمغيب عن الوعى ؛ فاصطدم بشخص و بمجرد أن نهض ليعتذر له حتى وجده مممدوح صديق عمره الذى تجاوز مكانة الصديق ليحتل مكانة الاخ........و بعد إبداء الدهشة و السعادة لعودة أحمد إلى العالم مرة اخرى قال له صديقه:و لكن احنا لازم نحتفل بالمناسبة دى...تعالى معى نتمشى شوية فى الشوارع و أوريك أيه اللى حصل قى الدنيا...
أحمد : تانى جولات...ده انا كان هايجرالى حاجة من التمشية فى شارعى بس.أمال لو اتمشيت فى بقية الشوارع هايجرالى ايه؟
ممدوح : لا لا..تعالى بس و متخفش
و ركب الصديقان السيارة و أصبح ممدوح يقوم بدور المرشد السياحى و لكن هذه المرة لسائح مصرى يريد ان يعرف ماذا حدث لبلده فى غيابه....و ظل يسيران لفترة و السائح العائد لا يصدق الذى حدث لصديقه و بلده..صديقه الذى كان أهدىء ما يكون فجأة تحول إلى النقيض تماما ، و لكن له عذره..بمجرد أن بدأ القيادة حتى كاد محمود يجزم أن هذا ليس شارع حقيقى و لا هؤلاء أناس حقيقيون...
أحمد :...أنا عايز أسألك سؤال و تجوابنى بصراحة
ممدوح: قول يا بنى فيه أيه؟
أحمد: بصراحة؟
ممدوح: قلقتنى ..قول فيه ايه؟
أحمد : أنت هربان من حاجة؟...يعنى عملت جريمة ..سرقت ، قتلت...كده يعنى؟
ممدوح و قد ظهرت الراحة على وجهه و بدا الابتسام : لأ طبعا..ليه بتقول كده.؟؟
أحمد :أصلنا محاصرين من ساعات ما تحركنا..أيوة أنا متأكد..و بأنواع مختلفة من العربيات و كل شوية يبدلوا مع بعض...
ممدوح :هاها..معلش ما أنت غايب بقالك كتير..ده يا سيدى النظام الجديد فى السواقة..أسرع قدر المستطاع حنى لا يسبقك احد..
أحمد : بالرغم أن النهاية واحدة....وقفة طويلة فى اللجنة..و لا لغوها؟
ممدوح : لأ طبعا..وسائل تعذيب البشر موجودة كلها و فى تطور..ما تقلقش..
أحمد : برده ما قلت ليش..ليه العربيات مزنقة فى بعضها كده؟
ممدوح : يا ريتنى أعرف كنت قلتلك..بس زى ما قلت غالبا كل الحاجات دى بترجع للنظام الجديد للسواقة اللى بيحاول بكل جهده أنه يضيف عجيبة جديدة للعجائب السبع .."الشوارع المصرية"
إلى هنا و توقف أحمد عن الكلام و السؤال حتى لا يسمع المزيد من الاحباطات..و لكن ما رآه جعله غير قادر على السكوت و قبل أن ينطق بالسؤال وجد صديقه يقول: و ده من أشهر معالم القاهرة...ميدان اللى ميتسماش
-أفندم؟..يعنى أيه؟
-ده من اشهر الميادين..و أنت عارفه كويس..و ياما رحته..معقول لسه ما فتكرتهوش
فى هذا الوقت بدا أن أحمد بدأ يتذكر و هذا كان واضحا من علامات الصدمة و الاستغراب التى بدت على وجهه و يبدو أن الصدمة و الاندهاش ستكون الاحاسيس الرسمية له فى هذه الايام..
أحمد مستفسرا : التمثال راح فين؟..رمسيس؟,,خدوه؟
ممدوح: لا لا الحمد لله لسه ما وصلناش لكده..بس راح يتفسح فى المتحف الجديد..و بما أن الميدان كان ميدان رمسيس.فانا قررت أسميه ميدان اللى مايتسماش بسبب اختفاء رمسيس فى ظروف غامضة...أ
حمد : كويس انك واخد كل حاجة هزار بدل ما يجرالك حاجة
-طبعا ..أمال عايزنى أموت من الغيظ..بس لعلمك رمسيس ده محظوظ
-ليه باه إن شاء الله؟؟- أنتقل و هو آخر راحة...فاضولو الطريق ووسعولو السكة و الأهم انه وجد وسيلة مواصلات مريحة..و أنت عارف ان الحكاية دى شبه مستحيلة الايام دى..
-آه انت هاتقولى مانا جربت بنفسى.
تذكر أحمد ذكرى التاكسى الأليمة فى هذه اللحظة..و بينما هو غارق فى أفكاره..إذا رأى أشياء متحركة عجيبة تجوب شوارع المحروسة مخلفة ضوضاء و ازدحام أكبر بكثير من حجمها..و كانت عناوين مجلات الأطفال الكوميدية تسطع فى عقله الآن..هجوم الكوكب الأسود على الأرض..تحذير لجميع سكان الأرض من التعامل مع المركبات السوداء حيث إنها تابعة للكوب الأسود..و لم يتم ترخيصها حتى الآن..و بينما هو كذلك حتى قطع صديقه أفكاره قائلا: شفت آخر تقليعة..
-أيه ..فى أيه تانى؟
-العربيات الصغيرة دى عارف دى أيه؟
-لأ طبعا..و عادت العناوين تسطع فى عقله مجددا..
- دول يا سيدى..اختراع كده اسمه التوكتوك
- أيه...تك أيه؟
- توك توك..حاجة المفروض لحل أزمة الواصلات بس كالعادة الحلول بتاعتنا بتزود المشكلات..
و هنا نظر أحمد إلى احد هذه الأشياء المسماة بالتوكتوك فوجد مكتوب على لوحة الأرقام لتوك توك.."الرقم مرفوع من الخدمة...من فضلك أعد المحاولة" و هنا قال لنفسه :لا لا..و لا كوكب أسود و لا حتى ابيض..دى خفة دم المصريين طبعا..و بعد فترة صمت عمت المكان قطع ممدوح الصمت قائلا: و ده بأه اشهر حريق فيك يا مصر..
-استنى أنا عارف المبنى ده..ده ..ده
-مبنى الشورة...بالظبط..المجلس الموقر اللى ضاع فى شربة مية..
-ليه هو غرق و لا أيه؟
- لأ ...حاجة أبسط من كده ..ولع بس..-يا نهار......بس ماتخفش قواتنا الهمامة طفت الحريق فى ست ساعات بس..
-كفاية يا ممدوح كفاية..
بس آخر سؤال و قولى و أنا هاحاول أتماسك لو حصل حاجة:النيل و الهرم لسه موحودين؟
-هاها..لأ مش للدرجة دى..لسه موجدين
-أحمدك يا رب..وديدنى البيت بأه-
طب و الفسحة؟
-بقلك رجعنى..كفاية اللى شفته..ولا فسحة و لا احتفال..
-براحتك أنت حر...بس ما تنساش أنا عازمك على فرح ابنى الجمعة الجاية..
و بعد ساعة عاد أحمد سالما أرص الوطن أو بيته فى رواية اخرى...عاد متعبا منهك القوى و ذهب مباشرة إلى سريره مكتفي بما رآه...و ذهب على الفور فى نوم عميق ،فقد كان بحاجة ماسة إلى النوم ليرتاح مما حدث له . يستعد ليوم جديد ملى بالمفاجآت و الاحباطات..
لينك الحلقة و التعليقات على الفيس بوك:

هناك تعليقان (2):

ضحكات الحياة يقول...

ايييييييييه دنيا ما هو كان فى غيبوبة و مستريح يلا نصيب
بس القصة رائعة و ان شاء الله فى انتظار الجزء 4

Rosie يقول...

يالا نصيبه كده...يفوق و يعرف الدنيا على حقيقتها..
جميل فوى انتظارك ده..بس مش هاطول عليك..الجزء الرابع سوف يوضع قريبا..
شكرا لك