الأحد، 14 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (5)

و بعد أن عاد إلى البيت أخذ يحكى لزوجته عن كل ما حدث و هو فى منتهى التأثر و هى غير متأثرة على الاطلاق...فقط لأن هذا الكلام و تلك الأخبار ليست جديدة عليها مثل زوجها..
و بينما هو يتحدث كانت زوجته تطبخ..فسألها بعدان أنهى كل حكايته: صحيح..أنت عاملمنا أيه النهاردة؟ فراخ؟
نظرت له الزوجة كمن تنظر إلى مجنون و هى تكاد أن تصرخ: فراخ أيه؟ أنت اتجننت؟أنت عايز يجيلنا انفلونزا الطيور و لا أيه
؟فى هذه اللحظة ظن أحمد أن أذنه بها مرض خطير و جديد يجعله يسمع الكلام مختلف..فمستحيل أن يكون هناك شىء يسمى انفلونزا الطيور..و لكنه قرر أن يتغاضى عما سمعه و يكمل الحديث كأن شيئا لم يكن فقال : أمال ايه؟ لحمة؟
هنا أصبحت الزوجة على وشك الانفجار و هى تصرخ :لحمة..لحمة أيه يا راجل؟ أنت عايز يجيلنا جنون البقر..
لا هذا كثير..إن أذنه سليمة و يبدو أن ما سمعه صحيح..فقد أصبحت تمرض الحيوانات بأمراض البشر..فقرر ألا ياخذ الموضوع على محمل الجد حتى لا يصاب بأى مكروه و هى نظرية صديقه ممدوح
فقال لزوجته مازحا: و لا فراخ و لا لحمة..أيه عمللنا حصان على الأكل؟
- حصان..حصان..أفهمه ازاى ده؟..أنت ماتعرفش أن فى مرض انفاوانزا الخيول..
إلى هنا و توقف أحمد عن السؤال و الحديث و فر هاربا من زوجته قبل أن يصاب هو بارتفاع فى الضغط....
فى وقت الغذاء كانت الزوجة تبلغه أنها قررت هى و الأولاد أن يخرجوا حميعا اليوم..و اقنعته أنها فكرة رائعة خاصة أنها من شأنها أن ترفع معنوياته قليلا بعد أن انهارت تماما أمس..و بالفعل وجد أحمد ابنه و ابنته يرسمون الابتسامة على وجوهم ، و يجاهدون بشدة حتى يبدو حديثهم صادق و هم يؤكدون كلام أمهم ..فقد كان واضحا أن أمهم ضغطت عليهم ليوافقوا ..و أنهم بالتاكيد كانت لديهم خطط أفضل لقضاء يوم الجمعة..
فى الساعة الثامنة كانت العائلة تدخل إحدى المراكز التجارية "المول"بناء على اقتراح الابنة...و كانوا سيشاهدون فيلم بناء على اختيار الابن..
و بعد أن دخلوا و بمجرد أن خطوا خطوات قليلة حتى وجدوا أحمد يتوقف و يحاول أن يتكلم و لا يستطيع..أما وحهه فقد أصبح مزيج من الألوان فأخذ يتحول بين الأزرق و الأحمر..و ظل يلهث و يحاول أن يصرخ و لكن لم يقدر...لقد كان يختنق..و فى ظل قلق الاسرة وحيرتهم فى كيفية التصرف
نطق أحمد: عايز أكسجين..عايز أكسجين
و فى الحال أرشدهم الابن و الابنة إلى مكان فى المول هادىء و شبه خالى من الناس...و لم يتكلم أحمد إلا عندما ذهبوا إلى هذا المكان الهادىء..فى هذه اللحظة لم يبدأ الكلام فقط و لكن الصياح:أيه ده؟أنتم اتجننتم..أنتم عايزين تموتونى..و أيه كل البشر دول..دول شفطوا الأكسجين كله..
و كانت الاسرة تحاول أن تكتم ضحكاتها و هى تهدئه..و تطمئنه أن العدد سيكون أقل و محتمل فى السينما..بعد وقت كانوا جالسين داخل السينما ينتظرون أن يبدا العرض..و قد عاد أحمد يتنفس بشكل طبيعى: و عاد يأمل فى أن يحدث شىء جيد له..
دقائق و يبدأ العرض..كان أحمد يعرف أنه فيلم كوميدى و لهذا السبب فقط وافق..فيكفى عليه ما رآه من تراجيديا الحياة الحقيقية..
طوال مدة عرض الفيلم و نفس الكلام يتردد فى ذهنه:أصبر..استنى..لأ مش هتتكلم الوقتى..
و بمجرد أن قرأ كلمة استراحة و اضيئت الانوار مرة اخرى حتى خرج مسرعا، و خرج وراءه ابنه ليرى ما اللأمر..ووجد أباه يقف مع أحد موظفى السينما يشتكى له و يقول: يا أستاذ..أنتم داخلتونا فيلم غلط..احنا دافعين فلوس عشان ندخل فيلم للبنى آدمين مش للحيوانات!!
و قبل أن يرد عليه الموظف كان الابن يعتذر له عن تصرف أباه و عاد معه إلى السينما..و اضطر أحمد آسفا أن يشاهد الفيلم إلى آخره خاصة بعدما علم ثمن التذكرة..و لم يصدق أن كل هذا العدد الهائل من البشر ...دخل و يدخل ليشاهد هذا الفيلم..و هو فيلم غير صالح للاستهلاك الآدمى-من وجهة نظره-...لقد كان البطل يتكلم و كأنه حيوان، و يقوم ببعض الحركات البلهاء التى يترفع عن أدائها حتى الحيوانات..
بعد ساعتان كانوا عائدين مرة اخرى إلى البيت و طوال الطريق كان أحمد هو المتحدث الرسمى للعائلة ، و لم يرد عليه أحد فى خطاب اللوم الذى يوجهه لهم..
أحمد:أنا تدخلونى للمسف ده؟على آخر الزمن..هو ده يا أستاذ الفيلم اللى مكسر الدنيا!!..ده اللى جايب أعلى ايرادات!!..و بعدين لو فى ناس عبيطة دخلته أبقى عبيط أنا كمان و أدخله..مش معقول يعنى..
و بعد أن وصلو إلى بيتهم صعدوا جميعا إلا أحمد..
الحلقة القادمة إن شاء الله هى الأخيرة..كفاية عليه كده...
لينك الحلقة على الفيس بوك:

http://www.new.facebook.com/topic.php?uid=9871316926&topic=6660

هناك 4 تعليقات:

ضحكات الحياة يقول...

طبعا

باقى جوانب الحياة

شكرا على الجزء الخامس

ربنا يخليلنا الأستاذ أحمد

و اهو مستنيين هيستحمل لأمتى

EMMY BABY يقول...

هههههههههههههههههههه ده عنده حسن نية فى الدنيا ولا ايه

فعلا عايش فى الغيبوبة

اول جزء بتاع الانفلونزا وجنون البقر ضحكنى جدا والله افتكرت الكلية هههههههههه

منتظرين الجزء السادس علشان اعرف وقف تحت ليه ومطلعش معاهم

تحياتى

ايمى

Rosie يقول...

broken heart
شكرا على التعليق..و إن شاء الله الأستاذ أحمد هيودعنا خلاص الحلقة القادمة..

Rosie يقول...

شكرا ايمى..نورت المدونة..
منسوطة انها عاجبتك..
و هاتشوفى فى الحلقة القادمة وقف تحت ليه..

الأحد، 14 سبتمبر 2008

عائد من الغيبوبة (5)

و بعد أن عاد إلى البيت أخذ يحكى لزوجته عن كل ما حدث و هو فى منتهى التأثر و هى غير متأثرة على الاطلاق...فقط لأن هذا الكلام و تلك الأخبار ليست جديدة عليها مثل زوجها..
و بينما هو يتحدث كانت زوجته تطبخ..فسألها بعدان أنهى كل حكايته: صحيح..أنت عاملمنا أيه النهاردة؟ فراخ؟
نظرت له الزوجة كمن تنظر إلى مجنون و هى تكاد أن تصرخ: فراخ أيه؟ أنت اتجننت؟أنت عايز يجيلنا انفلونزا الطيور و لا أيه
؟فى هذه اللحظة ظن أحمد أن أذنه بها مرض خطير و جديد يجعله يسمع الكلام مختلف..فمستحيل أن يكون هناك شىء يسمى انفلونزا الطيور..و لكنه قرر أن يتغاضى عما سمعه و يكمل الحديث كأن شيئا لم يكن فقال : أمال ايه؟ لحمة؟
هنا أصبحت الزوجة على وشك الانفجار و هى تصرخ :لحمة..لحمة أيه يا راجل؟ أنت عايز يجيلنا جنون البقر..
لا هذا كثير..إن أذنه سليمة و يبدو أن ما سمعه صحيح..فقد أصبحت تمرض الحيوانات بأمراض البشر..فقرر ألا ياخذ الموضوع على محمل الجد حتى لا يصاب بأى مكروه و هى نظرية صديقه ممدوح
فقال لزوجته مازحا: و لا فراخ و لا لحمة..أيه عمللنا حصان على الأكل؟
- حصان..حصان..أفهمه ازاى ده؟..أنت ماتعرفش أن فى مرض انفاوانزا الخيول..
إلى هنا و توقف أحمد عن السؤال و الحديث و فر هاربا من زوجته قبل أن يصاب هو بارتفاع فى الضغط....
فى وقت الغذاء كانت الزوجة تبلغه أنها قررت هى و الأولاد أن يخرجوا حميعا اليوم..و اقنعته أنها فكرة رائعة خاصة أنها من شأنها أن ترفع معنوياته قليلا بعد أن انهارت تماما أمس..و بالفعل وجد أحمد ابنه و ابنته يرسمون الابتسامة على وجوهم ، و يجاهدون بشدة حتى يبدو حديثهم صادق و هم يؤكدون كلام أمهم ..فقد كان واضحا أن أمهم ضغطت عليهم ليوافقوا ..و أنهم بالتاكيد كانت لديهم خطط أفضل لقضاء يوم الجمعة..
فى الساعة الثامنة كانت العائلة تدخل إحدى المراكز التجارية "المول"بناء على اقتراح الابنة...و كانوا سيشاهدون فيلم بناء على اختيار الابن..
و بعد أن دخلوا و بمجرد أن خطوا خطوات قليلة حتى وجدوا أحمد يتوقف و يحاول أن يتكلم و لا يستطيع..أما وحهه فقد أصبح مزيج من الألوان فأخذ يتحول بين الأزرق و الأحمر..و ظل يلهث و يحاول أن يصرخ و لكن لم يقدر...لقد كان يختنق..و فى ظل قلق الاسرة وحيرتهم فى كيفية التصرف
نطق أحمد: عايز أكسجين..عايز أكسجين
و فى الحال أرشدهم الابن و الابنة إلى مكان فى المول هادىء و شبه خالى من الناس...و لم يتكلم أحمد إلا عندما ذهبوا إلى هذا المكان الهادىء..فى هذه اللحظة لم يبدأ الكلام فقط و لكن الصياح:أيه ده؟أنتم اتجننتم..أنتم عايزين تموتونى..و أيه كل البشر دول..دول شفطوا الأكسجين كله..
و كانت الاسرة تحاول أن تكتم ضحكاتها و هى تهدئه..و تطمئنه أن العدد سيكون أقل و محتمل فى السينما..بعد وقت كانوا جالسين داخل السينما ينتظرون أن يبدا العرض..و قد عاد أحمد يتنفس بشكل طبيعى: و عاد يأمل فى أن يحدث شىء جيد له..
دقائق و يبدأ العرض..كان أحمد يعرف أنه فيلم كوميدى و لهذا السبب فقط وافق..فيكفى عليه ما رآه من تراجيديا الحياة الحقيقية..
طوال مدة عرض الفيلم و نفس الكلام يتردد فى ذهنه:أصبر..استنى..لأ مش هتتكلم الوقتى..
و بمجرد أن قرأ كلمة استراحة و اضيئت الانوار مرة اخرى حتى خرج مسرعا، و خرج وراءه ابنه ليرى ما اللأمر..ووجد أباه يقف مع أحد موظفى السينما يشتكى له و يقول: يا أستاذ..أنتم داخلتونا فيلم غلط..احنا دافعين فلوس عشان ندخل فيلم للبنى آدمين مش للحيوانات!!
و قبل أن يرد عليه الموظف كان الابن يعتذر له عن تصرف أباه و عاد معه إلى السينما..و اضطر أحمد آسفا أن يشاهد الفيلم إلى آخره خاصة بعدما علم ثمن التذكرة..و لم يصدق أن كل هذا العدد الهائل من البشر ...دخل و يدخل ليشاهد هذا الفيلم..و هو فيلم غير صالح للاستهلاك الآدمى-من وجهة نظره-...لقد كان البطل يتكلم و كأنه حيوان، و يقوم ببعض الحركات البلهاء التى يترفع عن أدائها حتى الحيوانات..
بعد ساعتان كانوا عائدين مرة اخرى إلى البيت و طوال الطريق كان أحمد هو المتحدث الرسمى للعائلة ، و لم يرد عليه أحد فى خطاب اللوم الذى يوجهه لهم..
أحمد:أنا تدخلونى للمسف ده؟على آخر الزمن..هو ده يا أستاذ الفيلم اللى مكسر الدنيا!!..ده اللى جايب أعلى ايرادات!!..و بعدين لو فى ناس عبيطة دخلته أبقى عبيط أنا كمان و أدخله..مش معقول يعنى..
و بعد أن وصلو إلى بيتهم صعدوا جميعا إلا أحمد..
الحلقة القادمة إن شاء الله هى الأخيرة..كفاية عليه كده...
لينك الحلقة على الفيس بوك:

http://www.new.facebook.com/topic.php?uid=9871316926&topic=6660

هناك 4 تعليقات:

ضحكات الحياة يقول...

طبعا

باقى جوانب الحياة

شكرا على الجزء الخامس

ربنا يخليلنا الأستاذ أحمد

و اهو مستنيين هيستحمل لأمتى

EMMY BABY يقول...

هههههههههههههههههههه ده عنده حسن نية فى الدنيا ولا ايه

فعلا عايش فى الغيبوبة

اول جزء بتاع الانفلونزا وجنون البقر ضحكنى جدا والله افتكرت الكلية هههههههههه

منتظرين الجزء السادس علشان اعرف وقف تحت ليه ومطلعش معاهم

تحياتى

ايمى

Rosie يقول...

broken heart
شكرا على التعليق..و إن شاء الله الأستاذ أحمد هيودعنا خلاص الحلقة القادمة..

Rosie يقول...

شكرا ايمى..نورت المدونة..
منسوطة انها عاجبتك..
و هاتشوفى فى الحلقة القادمة وقف تحت ليه..