الأحد، 31 أغسطس 2008

عائد من الغيبوبة (1)

فى صباح يوم صيفى جميل ...و فى أحد المستشفيات الخاصة كان يهنأ الدكتور الأستاذ أحمد على المعجزة الطبية التى حدثت له....لقد استرد وعيه بعد غيبوبة دامت سنوات عدة..
سمع أحمد كلمات الدكتور وهو يشعر بدهشة كبيرة و صدمة رهيبة..كان سعيدا لأنه استرد وعيه كما قال الدكتور ،و لكنه كان مصدوما بشدة و غير مصدق أنه غاب عن الدنيا كل هذه السنوات...
بعد ما شكر الدكتور و ارتدى ملابسه خرج من المستشفى...و لم يشأ أن يبلغ أحد من أهله كما اقترح الدكتور ، و قرر أن تكون مفاجاة بالنسبة لهم...وحمدا لله أنه مازالت توجد بعض النقود فى جيوبه منذ دخوله المستشفى...و أغلب الظن أن أسرته لم تكتشفها و إلا كانت أخذتها فورا...
فى الشارع أشار أحمد إلى تاكسى ليصل البيت...كان يعرف أن الطريق من بيته إلى المستشفى ليس بطويل ؛لذا فالتاكسى يستحق حوالى ثلاثة جنيهات ..و لكنه سيعطيه خمسة فبالتأكيد ارتفعت الأسعار فى السنوات الماضية...فى التاكسى كان ينظر أحمد إلى الشوارع ليرى التغيرات التى طرأت عليها..فلم يشعر أنه قطع المسافة فى ضعف الوقت الذى كان يصل فيه!! و ان بيته أصبح أبعد من المعتاد بالرغم من أن مكانه لم يتغير!!
و أمام بيته أعطى أحمد سائق التاكسى الخمسة جنيهات و نزل بمنتهى الثقة ..فاذا به يجد فجأة من يناديه : يا أستاذ..يا أستاذ...ذهب أحمد إلى السائق مرة ثانية ليرى ما الأمر ن فوجد السائق يقول له كده ما ينفعش..أنا عايز بريزة...
صعق أحمد و دارت الأفكار سريعا فى عقله : معقول...هل الأسعار انخفضت إلى هذا الحد..يبدو أن هناك طفرة اقتصادية حدثت و أنا فى الغيبوبة..و فجأة تحول عقله إلى راديو الإذاعة الوطنية..و بدأت أغنية مصر هى أمى يتردد صداها فى عقله.
السائق: يا استاذ..يالا خلصنى..." و لكن لم تحدث أى طفرة للبشر"هكذا فكر احمد و هو يخرج القروش من جيبه و يعطيها للسائق و هو فى قمة السعادة و الاندهاش..
السائق: و بعدين فى حرق الدم ده بأه..أنت هاتعمل فيها خواجة و لا ايه..بريزة يعنى عشرة جنيه يا أستاذ..
استمر احساس الصدمة و الاندهاش ، و اختفت السعادة تماما و حل مكانها احساس آخر مختلف..إنها الواقعية..فالحال أصبحت أسوا لا أحسن..و تحولت الإذاعة الوطنية إلى القناة الأولى الصينية التى كانت تذيع هذه الأغنية:
بحبك يا صين و عايش فى خيرك..
بجد أصيلة..وأحسن من غيرك
من الأبرة للصاروخ صنعتى..
و فى أولمبياد بكين بهرتى..
عبر أحمد احساس الصدمة و صعد إلى منزله، و عندما دخل إلى المنزل أحاط به تعبيرات و احاسيس لم يكن يتوقعها...تعبيرات حزن و صدمة و استقبال فاتر من الجميع عدا زوجته..."شريكة الكفاح..الغالية..أم العيال" هكذا فكر فيها أحمد ثم دار هذا الحوار العائلى جدا..
الابن و بمنتهى الحزن و كأنه على وشك البكاء : يعنى خلاص هاتخد العربية تانى يا بابا
الابنة و علامات الفزع ارتسمت على وجهها : طيب و العريس الى جاى كمان يومين..مش عايزة الجوازة تبوظ ...أرجوك يا بابا
الام: بس يا ولاد..أيه اللى بتقولوه ده..ده بدل ما تبقوا فرحنين برجوع أبوكم..
أحمد: الحمد لله أن فى حد فرحان فى البيت ده..
الأم: آه طبعا أنا فرحانة جدا علشان هاتشيل من علي المسؤليات شوية
و بعد سلسلة الصدمات العالمية التى تلقاها أحمد قرر أن يكتفى من البيت بهذا القدر، و ينزل للشارع ليرى ماذا تغير فيه...فقد كان يحب الخروج كثيرا
القصة موجودة على الفيس بوك و ده اللينك:

هناك تعليقان (2):

ضحكات الحياة يقول...

يا عينى عليك يا أستاذ أحمد بس هى الدنيا كده
فعلا الحياة اتغيرت عن كام سنة فاتت
و لسه الصدمات جاية
شكرا على الجزء الأول

Rosie يقول...

اللى العفو على أيه.....
انا أعتذر بشدة عن التاخير فى الرد ..
و فعلا لسه الصدمات جايه..

الأحد، 31 أغسطس 2008

عائد من الغيبوبة (1)

فى صباح يوم صيفى جميل ...و فى أحد المستشفيات الخاصة كان يهنأ الدكتور الأستاذ أحمد على المعجزة الطبية التى حدثت له....لقد استرد وعيه بعد غيبوبة دامت سنوات عدة..
سمع أحمد كلمات الدكتور وهو يشعر بدهشة كبيرة و صدمة رهيبة..كان سعيدا لأنه استرد وعيه كما قال الدكتور ،و لكنه كان مصدوما بشدة و غير مصدق أنه غاب عن الدنيا كل هذه السنوات...
بعد ما شكر الدكتور و ارتدى ملابسه خرج من المستشفى...و لم يشأ أن يبلغ أحد من أهله كما اقترح الدكتور ، و قرر أن تكون مفاجاة بالنسبة لهم...وحمدا لله أنه مازالت توجد بعض النقود فى جيوبه منذ دخوله المستشفى...و أغلب الظن أن أسرته لم تكتشفها و إلا كانت أخذتها فورا...
فى الشارع أشار أحمد إلى تاكسى ليصل البيت...كان يعرف أن الطريق من بيته إلى المستشفى ليس بطويل ؛لذا فالتاكسى يستحق حوالى ثلاثة جنيهات ..و لكنه سيعطيه خمسة فبالتأكيد ارتفعت الأسعار فى السنوات الماضية...فى التاكسى كان ينظر أحمد إلى الشوارع ليرى التغيرات التى طرأت عليها..فلم يشعر أنه قطع المسافة فى ضعف الوقت الذى كان يصل فيه!! و ان بيته أصبح أبعد من المعتاد بالرغم من أن مكانه لم يتغير!!
و أمام بيته أعطى أحمد سائق التاكسى الخمسة جنيهات و نزل بمنتهى الثقة ..فاذا به يجد فجأة من يناديه : يا أستاذ..يا أستاذ...ذهب أحمد إلى السائق مرة ثانية ليرى ما الأمر ن فوجد السائق يقول له كده ما ينفعش..أنا عايز بريزة...
صعق أحمد و دارت الأفكار سريعا فى عقله : معقول...هل الأسعار انخفضت إلى هذا الحد..يبدو أن هناك طفرة اقتصادية حدثت و أنا فى الغيبوبة..و فجأة تحول عقله إلى راديو الإذاعة الوطنية..و بدأت أغنية مصر هى أمى يتردد صداها فى عقله.
السائق: يا استاذ..يالا خلصنى..." و لكن لم تحدث أى طفرة للبشر"هكذا فكر احمد و هو يخرج القروش من جيبه و يعطيها للسائق و هو فى قمة السعادة و الاندهاش..
السائق: و بعدين فى حرق الدم ده بأه..أنت هاتعمل فيها خواجة و لا ايه..بريزة يعنى عشرة جنيه يا أستاذ..
استمر احساس الصدمة و الاندهاش ، و اختفت السعادة تماما و حل مكانها احساس آخر مختلف..إنها الواقعية..فالحال أصبحت أسوا لا أحسن..و تحولت الإذاعة الوطنية إلى القناة الأولى الصينية التى كانت تذيع هذه الأغنية:
بحبك يا صين و عايش فى خيرك..
بجد أصيلة..وأحسن من غيرك
من الأبرة للصاروخ صنعتى..
و فى أولمبياد بكين بهرتى..
عبر أحمد احساس الصدمة و صعد إلى منزله، و عندما دخل إلى المنزل أحاط به تعبيرات و احاسيس لم يكن يتوقعها...تعبيرات حزن و صدمة و استقبال فاتر من الجميع عدا زوجته..."شريكة الكفاح..الغالية..أم العيال" هكذا فكر فيها أحمد ثم دار هذا الحوار العائلى جدا..
الابن و بمنتهى الحزن و كأنه على وشك البكاء : يعنى خلاص هاتخد العربية تانى يا بابا
الابنة و علامات الفزع ارتسمت على وجهها : طيب و العريس الى جاى كمان يومين..مش عايزة الجوازة تبوظ ...أرجوك يا بابا
الام: بس يا ولاد..أيه اللى بتقولوه ده..ده بدل ما تبقوا فرحنين برجوع أبوكم..
أحمد: الحمد لله أن فى حد فرحان فى البيت ده..
الأم: آه طبعا أنا فرحانة جدا علشان هاتشيل من علي المسؤليات شوية
و بعد سلسلة الصدمات العالمية التى تلقاها أحمد قرر أن يكتفى من البيت بهذا القدر، و ينزل للشارع ليرى ماذا تغير فيه...فقد كان يحب الخروج كثيرا
القصة موجودة على الفيس بوك و ده اللينك:

هناك تعليقان (2):

ضحكات الحياة يقول...

يا عينى عليك يا أستاذ أحمد بس هى الدنيا كده
فعلا الحياة اتغيرت عن كام سنة فاتت
و لسه الصدمات جاية
شكرا على الجزء الأول

Rosie يقول...

اللى العفو على أيه.....
انا أعتذر بشدة عن التاخير فى الرد ..
و فعلا لسه الصدمات جايه..