الثلاثاء، 8 يوليو 2008

الجانب الآخر (4)

و دعا الله أن ينتهى هذا اليوم بأى شكل حتى يتخلص من زيارة حماته السعيدة ، ثم أخذ يتظاهر بالتعب الشديد و الارهاق ، و بدأ يتثائب عدة مرات لعل حماته تقرر أن تنعم عليه بالافراج و تغادر بيته.
حماته: أيه أنت عايز تنام و لا أيه يا محمود؟
محمود فى سره: انت شايفة أيه يعنى؟ عمال أتاوب و أغمض عينى . أعلق يافطة يعنى أقل فيها إنى عايز أنام.
ثم قال لها محمود: لا لا . بس أصلى تعبان شوية. طول الأسبوع شغل و حتى يوم الجمعة الواحد ما بيعرفش يرتاح فيه قوى.
حماته: قصدك ايه؟ قصدك أننا قلين راحتك يعنى؟
و شعر محمود فى هذا الوقت بقدوم الكارثة ، و ان هناك مشكلة كبرى على و شك الحدوث. فقد كان من أسباب كرهه لزيارات حماته
أنها دائما تنتهى بخناقة كبيرة ؛ و ذلك بسبب انتقادها الدائم لمحمود و توجيه النصائح الكثيرة عن كيفية إدارة كل شىء فى حياته بداية من بيته و حتى عمله. و كأنها الواصى على حياته.
محمود: لأ خالص يا حماتى..أنت نورتينا النهاردة..
و لم تقتنع حماته بهذا الكلام ، و لكنها قررت ألا ترد ..لعاها كانت مجهدة من كثرة الشجار ، خاصة أن آخر شجار تسببت فيه لم يمر عليه أكثر من أسبوع.
ثم قالت حماته الكلمة التى كان محمود ينتظرها بفارغ الصبر.
حماته: طيب انا همشى بأه عشان أتأخرت .
ريهام: لسه بدرى يا ماما ..ما تخليكى قاعدة شوية كمان.
أخذ محمود يقول فى سره -و هو ينظر لريهام نظرات عتاب-: ليه كده يا ريهام ..متسيبها تمشى..
و لكن حماته لم تستمع لكلام ريهام و قررت أن تحرمهم من حديثها الرائع عند هذا الوقت.
محمود فى سره: أهو كده الكلام يا حماتى ..براقو عليكى..دى أحسن حاجة قولتيها من ساعة ما جيتى..
ثم قال لحماته: مع ألف سلامة يا حماتى...م عننا ما لحقناش نقعد معاك.
نظرت له حماته نظرة ذات معنى ، حيث إن الكذب كان واضح عليه بشدة ، ثم غادرت بسلام بيته دون شجار و هو ما يعتبر معجزة.و انتهى يوم الجمعة دون أن يشعر محمود أن هذا هو يوم الإجازة الذى يفترض أن ينال فيه قدرا من الراحة و السعادة أكثر من بقية أيام الأسبوع ، و لكنه لم يرى شكل السعادة و لم يعرف طعم الراحة فى هذا اليوم و لا فى غيره. فقد كانت هذه هى حياته-أو على الأقل من و جهة نظره- .كان ينظر لحياته على أنها واجب سخيف يجب ان يفعله.
و فى الصباح ذهب محمود إلى عمله، و اسوء حظه أن اول من رآه فى العمل كان مديره..ولم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط .
يتبع

ليست هناك تعليقات:

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

الجانب الآخر (4)

و دعا الله أن ينتهى هذا اليوم بأى شكل حتى يتخلص من زيارة حماته السعيدة ، ثم أخذ يتظاهر بالتعب الشديد و الارهاق ، و بدأ يتثائب عدة مرات لعل حماته تقرر أن تنعم عليه بالافراج و تغادر بيته.
حماته: أيه أنت عايز تنام و لا أيه يا محمود؟
محمود فى سره: انت شايفة أيه يعنى؟ عمال أتاوب و أغمض عينى . أعلق يافطة يعنى أقل فيها إنى عايز أنام.
ثم قال لها محمود: لا لا . بس أصلى تعبان شوية. طول الأسبوع شغل و حتى يوم الجمعة الواحد ما بيعرفش يرتاح فيه قوى.
حماته: قصدك ايه؟ قصدك أننا قلين راحتك يعنى؟
و شعر محمود فى هذا الوقت بقدوم الكارثة ، و ان هناك مشكلة كبرى على و شك الحدوث. فقد كان من أسباب كرهه لزيارات حماته
أنها دائما تنتهى بخناقة كبيرة ؛ و ذلك بسبب انتقادها الدائم لمحمود و توجيه النصائح الكثيرة عن كيفية إدارة كل شىء فى حياته بداية من بيته و حتى عمله. و كأنها الواصى على حياته.
محمود: لأ خالص يا حماتى..أنت نورتينا النهاردة..
و لم تقتنع حماته بهذا الكلام ، و لكنها قررت ألا ترد ..لعاها كانت مجهدة من كثرة الشجار ، خاصة أن آخر شجار تسببت فيه لم يمر عليه أكثر من أسبوع.
ثم قالت حماته الكلمة التى كان محمود ينتظرها بفارغ الصبر.
حماته: طيب انا همشى بأه عشان أتأخرت .
ريهام: لسه بدرى يا ماما ..ما تخليكى قاعدة شوية كمان.
أخذ محمود يقول فى سره -و هو ينظر لريهام نظرات عتاب-: ليه كده يا ريهام ..متسيبها تمشى..
و لكن حماته لم تستمع لكلام ريهام و قررت أن تحرمهم من حديثها الرائع عند هذا الوقت.
محمود فى سره: أهو كده الكلام يا حماتى ..براقو عليكى..دى أحسن حاجة قولتيها من ساعة ما جيتى..
ثم قال لحماته: مع ألف سلامة يا حماتى...م عننا ما لحقناش نقعد معاك.
نظرت له حماته نظرة ذات معنى ، حيث إن الكذب كان واضح عليه بشدة ، ثم غادرت بسلام بيته دون شجار و هو ما يعتبر معجزة.و انتهى يوم الجمعة دون أن يشعر محمود أن هذا هو يوم الإجازة الذى يفترض أن ينال فيه قدرا من الراحة و السعادة أكثر من بقية أيام الأسبوع ، و لكنه لم يرى شكل السعادة و لم يعرف طعم الراحة فى هذا اليوم و لا فى غيره. فقد كانت هذه هى حياته-أو على الأقل من و جهة نظره- .كان ينظر لحياته على أنها واجب سخيف يجب ان يفعله.
و فى الصباح ذهب محمود إلى عمله، و اسوء حظه أن اول من رآه فى العمل كان مديره..ولم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط .
يتبع

ليست هناك تعليقات: