الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (6)

فنظر محمود إلى إتجاه الصوت ، و أخذ يبحث عن المصدر فوجد محمود صديقه مصطفى قادم إليه ، و شعر و كأنه بعث إليه لينقذه من حاله.
مصطفى: أزيك يا محمود؟ بقالى كتير ما شفتكش.
محمود: آه ..معلش الدنيا مشاغل..بس واحشنى قوى يا مصطفى.
مصطفى : مالك يا ابنى؟ شكلك شايل هم الدنيا كله..
محمود: آه معلش أصلى مضايق شوية أو شويتين تلاتة كده..
مصطفى : ليه بس كده ؟ طب احكيلى احكيلى يمكن أقدر أساعدك.
و كان محمود فى حاجة ماسة لشخص يحكى له على ما هو فيه..لعله يمكن ان يساعده حقا أو لعله يرتاح لمجرد فعل الكلام..فحكى له عن كل ما يضايقه ..عن العمل و البيت و حياته كلها .....حكى عن أيامه المتشابهة و الملل الذى يلاحقه دائما..و بعد أن استمع مصطفى له دون أن يقاطعه بدأ يتحدث فقال له
مصطفى: عارف ليه انا سعيد وأنت مخنوق و مضايق علطول بالرغم أن ظروفنا شبه بعض؟
محمود: ليه يا أستاذ؟
مصطفى: عشان أنا مؤمن أن للحياة جانب آخر..تماما مثل الكوب الذى له نصف مليان و نصف فاضى ...الحياة كمان ليها نص مليان و نص فاضى.
محمود: ياسلام..ازاى يعنى؟
مصطفى: يعنى أنا مثلا بعتبر البيت أنه مصدر سعادتى..و ما باعتبرش أن الشغل سجن..بفكر فى إيجابيات كل حاجة ، و بحاول أغير السلبيات برده بس من غير ما اخليها تسيطر عليا ...اسألك سؤال ..فكرت فى يوم حياتك من غير الشغل اللى أنت بتكرهه ده هيبقى شكلها أيه؟
محمود: بصراحة لأ..أنا عمرى ما تخيلت إنى ممكن اخلص من الشغل ده أصلا..
مصطفى: تخلص؟ و ليه متقوليش تتحرم منه...الشغل مش وحش قوى زى ما أنت متخيل و بالذات لو بتحبه ..و أنا عارف أنك بتحب شغلك قوى ..ده كان حلم حياتك أنك تبقى فى المجال اللى انت فيه ده..
محمود: كان بقى ...أيام ما كان فى أحلام ..
مصطفى: أيه السوداوية اللى أنت عايش فيها دى ...فكر أنك بتشتغل فى حاجة انت بتحبها و غيرك لأ...فكر فى صحابك فى الشغل..حتى المدير الرخم بتاعك فكر أن أكيد فى أرخم منه.و أنك ممكن تخليه يعاملك أحسن ..
محمود: طيب ده الشغل و البيت بأة ؟
مصطفى: البيت باة مش عارف أقولك أيه و لا أيه عليه ...طبعا أكيد أنت معكنن على مراتك عشان كده هى معكننة عليك.
محمود: أنا ؟ د أنا ملاك..
مصطفى: طيب يا عم الملاك..عمرك جبتلها هدية ؟ قولتلها كلمة حلوة؟ طبعا لأ...عمرك فكرت تقعد يوم من غير ما تزعق أو تتأمر؟
طبعا لأ..
محمود: تصدق عندك حق ..أنا بعمل كل اللى أنت بتقول عليه ده..
مصطفى: شفت بأه..جرب تغير معاملتك لها و أكيد هى هتتغير هى كمان..و أبقى قوللى أيه اللى حصل؟ ماشى سلام بأة عشان ما اتأخرش على مراتى..
محمود و هو يبتسم: ماشى..أبقى هات لها هدية و أنت راجع عشان أنا واحد صاحبى نصحنى بكده...
ضحك مصطفى و مشى بعيدا ..و كذلك ذهب محمود إلى البيت ، و هو فى طريقه كان يفكر فى كلام صديقه و قرر ان ينفذه لعله يأتى بفائدة..
و عندما دخل البيت وجد ريهام منتظرة قدومه ، و بادرته بسؤاله عن سبب تأخيره و لكن قبل أن تكمل كلامها قدم لها هدية كان اشتراها لها فى طريقه تنفيذا لكلام صديقه

ليست هناك تعليقات:

الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (6)

فنظر محمود إلى إتجاه الصوت ، و أخذ يبحث عن المصدر فوجد محمود صديقه مصطفى قادم إليه ، و شعر و كأنه بعث إليه لينقذه من حاله.
مصطفى: أزيك يا محمود؟ بقالى كتير ما شفتكش.
محمود: آه ..معلش الدنيا مشاغل..بس واحشنى قوى يا مصطفى.
مصطفى : مالك يا ابنى؟ شكلك شايل هم الدنيا كله..
محمود: آه معلش أصلى مضايق شوية أو شويتين تلاتة كده..
مصطفى : ليه بس كده ؟ طب احكيلى احكيلى يمكن أقدر أساعدك.
و كان محمود فى حاجة ماسة لشخص يحكى له على ما هو فيه..لعله يمكن ان يساعده حقا أو لعله يرتاح لمجرد فعل الكلام..فحكى له عن كل ما يضايقه ..عن العمل و البيت و حياته كلها .....حكى عن أيامه المتشابهة و الملل الذى يلاحقه دائما..و بعد أن استمع مصطفى له دون أن يقاطعه بدأ يتحدث فقال له
مصطفى: عارف ليه انا سعيد وأنت مخنوق و مضايق علطول بالرغم أن ظروفنا شبه بعض؟
محمود: ليه يا أستاذ؟
مصطفى: عشان أنا مؤمن أن للحياة جانب آخر..تماما مثل الكوب الذى له نصف مليان و نصف فاضى ...الحياة كمان ليها نص مليان و نص فاضى.
محمود: ياسلام..ازاى يعنى؟
مصطفى: يعنى أنا مثلا بعتبر البيت أنه مصدر سعادتى..و ما باعتبرش أن الشغل سجن..بفكر فى إيجابيات كل حاجة ، و بحاول أغير السلبيات برده بس من غير ما اخليها تسيطر عليا ...اسألك سؤال ..فكرت فى يوم حياتك من غير الشغل اللى أنت بتكرهه ده هيبقى شكلها أيه؟
محمود: بصراحة لأ..أنا عمرى ما تخيلت إنى ممكن اخلص من الشغل ده أصلا..
مصطفى: تخلص؟ و ليه متقوليش تتحرم منه...الشغل مش وحش قوى زى ما أنت متخيل و بالذات لو بتحبه ..و أنا عارف أنك بتحب شغلك قوى ..ده كان حلم حياتك أنك تبقى فى المجال اللى انت فيه ده..
محمود: كان بقى ...أيام ما كان فى أحلام ..
مصطفى: أيه السوداوية اللى أنت عايش فيها دى ...فكر أنك بتشتغل فى حاجة انت بتحبها و غيرك لأ...فكر فى صحابك فى الشغل..حتى المدير الرخم بتاعك فكر أن أكيد فى أرخم منه.و أنك ممكن تخليه يعاملك أحسن ..
محمود: طيب ده الشغل و البيت بأة ؟
مصطفى: البيت باة مش عارف أقولك أيه و لا أيه عليه ...طبعا أكيد أنت معكنن على مراتك عشان كده هى معكننة عليك.
محمود: أنا ؟ د أنا ملاك..
مصطفى: طيب يا عم الملاك..عمرك جبتلها هدية ؟ قولتلها كلمة حلوة؟ طبعا لأ...عمرك فكرت تقعد يوم من غير ما تزعق أو تتأمر؟
طبعا لأ..
محمود: تصدق عندك حق ..أنا بعمل كل اللى أنت بتقول عليه ده..
مصطفى: شفت بأه..جرب تغير معاملتك لها و أكيد هى هتتغير هى كمان..و أبقى قوللى أيه اللى حصل؟ ماشى سلام بأة عشان ما اتأخرش على مراتى..
محمود و هو يبتسم: ماشى..أبقى هات لها هدية و أنت راجع عشان أنا واحد صاحبى نصحنى بكده...
ضحك مصطفى و مشى بعيدا ..و كذلك ذهب محمود إلى البيت ، و هو فى طريقه كان يفكر فى كلام صديقه و قرر ان ينفذه لعله يأتى بفائدة..
و عندما دخل البيت وجد ريهام منتظرة قدومه ، و بادرته بسؤاله عن سبب تأخيره و لكن قبل أن تكمل كلامها قدم لها هدية كان اشتراها لها فى طريقه تنفيذا لكلام صديقه

ليست هناك تعليقات: