الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (5)

و لم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط ، بل امتد إلى ما قاله المدير بعد ذلك مما أشعره بأنه يريد أن ينهال على هذا المدير ضربا عقابا له على ما يفعله به.
المدير: أيه يا محمود ده؟..تأخير خمس دقائق بحالهم ..أنت مش عارف قيمة الوقت ..أهى الناس اللى زيك دى هى اللى مأخرة مصر..خصم خمس أيام.
نظر له محمود نظرة دهشة ممزوجة بغضب و هو لا يعرف بماذا يرد ، فآثر السلامة و انصرف قبل أن يرتكب جريمة فى حق هذا الرجل. و دخل مكتبه و على وجهه غضب الدنيا.
فسأله زميله: مالك يا محمود ؟ شكلك مضايق قوى..
محمود: مصر خصمت لى خمس أيام يا سيدى..نظر له زميله و ضحك
فقال له محمود: بتضحك ..ما انت مش حاسس بللى انا فيه..
و قضى محمود مدة عقوبته اليومية كاملة- هكذا كان يسمى محمود يوم عمله- . و خرج فى الخامسة ،و عندما ركب السيارة شعر انه لا يستطيع أن يذهب إلى بيته ..شعر أنه لم يعد يحتمل أن ينتقل كل يوم من سجن العمل إلى سجن البيت ..و شعر أن ما يحدث له كثير جدا و فوق احتماله ..و ظل يقود السيارة لساعات هائم فى الشوارع ، لا يعرف إلى أين هو ذاهب حتى حل المساء , أظلمت الدنيا كما أظلم قلبه. و وجد نفسه بجانب النيل.
و كان منذ صغره يذهب إلى النيل كلما ضاقت به الدنيا ، و مات فى قلبه الأمل . كان منظر المياه الساحرة ووجوه الناس السعيدة يجدد قى نفسه الأمل..
و نزل من السيارة و أخذ يمشى و ينظر فى وجوه الناس ، يبحث عن الأمل و السعادة و كأنهم اشخاص مفقودة ..و ظل يسير و هو لا يدرى كم مر عليه من الوقت و هو على هذا الحال حتى سمع من ينادى عليه: محمود..محمود

ليست هناك تعليقات:

الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (5)

و لم يتوقف سوء حظه عند هذه الرؤية فقط ، بل امتد إلى ما قاله المدير بعد ذلك مما أشعره بأنه يريد أن ينهال على هذا المدير ضربا عقابا له على ما يفعله به.
المدير: أيه يا محمود ده؟..تأخير خمس دقائق بحالهم ..أنت مش عارف قيمة الوقت ..أهى الناس اللى زيك دى هى اللى مأخرة مصر..خصم خمس أيام.
نظر له محمود نظرة دهشة ممزوجة بغضب و هو لا يعرف بماذا يرد ، فآثر السلامة و انصرف قبل أن يرتكب جريمة فى حق هذا الرجل. و دخل مكتبه و على وجهه غضب الدنيا.
فسأله زميله: مالك يا محمود ؟ شكلك مضايق قوى..
محمود: مصر خصمت لى خمس أيام يا سيدى..نظر له زميله و ضحك
فقال له محمود: بتضحك ..ما انت مش حاسس بللى انا فيه..
و قضى محمود مدة عقوبته اليومية كاملة- هكذا كان يسمى محمود يوم عمله- . و خرج فى الخامسة ،و عندما ركب السيارة شعر انه لا يستطيع أن يذهب إلى بيته ..شعر أنه لم يعد يحتمل أن ينتقل كل يوم من سجن العمل إلى سجن البيت ..و شعر أن ما يحدث له كثير جدا و فوق احتماله ..و ظل يقود السيارة لساعات هائم فى الشوارع ، لا يعرف إلى أين هو ذاهب حتى حل المساء , أظلمت الدنيا كما أظلم قلبه. و وجد نفسه بجانب النيل.
و كان منذ صغره يذهب إلى النيل كلما ضاقت به الدنيا ، و مات فى قلبه الأمل . كان منظر المياه الساحرة ووجوه الناس السعيدة يجدد قى نفسه الأمل..
و نزل من السيارة و أخذ يمشى و ينظر فى وجوه الناس ، يبحث عن الأمل و السعادة و كأنهم اشخاص مفقودة ..و ظل يسير و هو لا يدرى كم مر عليه من الوقت و هو على هذا الحال حتى سمع من ينادى عليه: محمود..محمود

ليست هناك تعليقات: