الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (7 و الأخيرة)

و بعد أن قدم لها الهدية وجد إنسانة اخرى تكلمه..فقد سعدت بشدة بهذه الهدية و شكرته..و كان لهذه الهدية مفعول السحر فسهرا هذه اليلة يتحدثان حديث عذب جميل دون أن ترتفع أصواتهم بالشجار كما كانا يفعلان دائما..
و فى الصباح ذهب إلى عمله و وجد مديره كالعادة يقف فى وجهه و قبل أن يوجه له الحديث قال له
محمود: صباح الخير با أفندم..و ابتسم له ابتسام عريضة و تذكر فى هذا الوقت فقط أنه لم يبتسم لمديره فى حياته قط ..
فنظر له المدير باستغراب ، و يبدو أنه لم يعرف محمود عندما ابتسم له و ظنه شخص آخر.
فقال له: صباح الخير يا ابنى.
و قضى محمود يوم مثالى فى عمله دون ان ينال خصم من مديره أو يحدث ما يعكر صفوه..و كان هذا معجزة فى نظر محمود..خاصة أنه لم يمر بيوم رائع مثل هذا فى عمله من قبل ؛ذلك لأنه كان فى هذا اليوم إنسانا مختلفا..إنسان يطبق نظرية الجانب الآخر ..فأخذ ينظر للمميزات ، و يحاول ان يصلح العيوب تماما مثل ما قال له صديقه مصطفى..
و عندما عاد إلى البيت دق جرس الباب-و لم يكن هذا من عادته- و لكنه شعر أنه إذا دق الجرس سيكون أكثر ذوقا .ففتحت له امراة لم يرها منذ أيام الخطوبة..إنها ريهام زوجته، و لكنها أصبحت فى شكل مختلف تماما..اهتمت بنفسها مرة اخرى بعد أن وجدت الاهتمام..فرجعت فتاة احلامه... ريهام التى أحبها و تزوجها..
و فى المساء خرجا و رأيا القاهرة كما لم يروها من قبل ..رأياها بقلوب محبة و نفوس صافية..و بينما كانوا يتحدثون حكت ريهام قصة
و ذكرت فيها البحر فتذكر محمود حلمه، و قارن بينه و بين واقعه..و وجد أنه لأول مرة يعرف أن الحقيقة يمكن أن تكون أفضل من الحلم ..و أن ما يعيشه الآن أفضل من كل ما كات يحلم به...فما يعيشه الآن سعادة حقيقية أما ما كان يحلم به كان مجرد سراب.
و يبدو أنه ذهب بخياله بعيدا فسالته ريهام بكل رقة: مالك يا حبيبى؟
محمود: مفيش افتكرت حاجة كدة..و نظر بعيدا و ابتسم
تمت

ليست هناك تعليقات:

الأربعاء، 9 يوليو 2008

الجانب الآخر (7 و الأخيرة)

و بعد أن قدم لها الهدية وجد إنسانة اخرى تكلمه..فقد سعدت بشدة بهذه الهدية و شكرته..و كان لهذه الهدية مفعول السحر فسهرا هذه اليلة يتحدثان حديث عذب جميل دون أن ترتفع أصواتهم بالشجار كما كانا يفعلان دائما..
و فى الصباح ذهب إلى عمله و وجد مديره كالعادة يقف فى وجهه و قبل أن يوجه له الحديث قال له
محمود: صباح الخير با أفندم..و ابتسم له ابتسام عريضة و تذكر فى هذا الوقت فقط أنه لم يبتسم لمديره فى حياته قط ..
فنظر له المدير باستغراب ، و يبدو أنه لم يعرف محمود عندما ابتسم له و ظنه شخص آخر.
فقال له: صباح الخير يا ابنى.
و قضى محمود يوم مثالى فى عمله دون ان ينال خصم من مديره أو يحدث ما يعكر صفوه..و كان هذا معجزة فى نظر محمود..خاصة أنه لم يمر بيوم رائع مثل هذا فى عمله من قبل ؛ذلك لأنه كان فى هذا اليوم إنسانا مختلفا..إنسان يطبق نظرية الجانب الآخر ..فأخذ ينظر للمميزات ، و يحاول ان يصلح العيوب تماما مثل ما قال له صديقه مصطفى..
و عندما عاد إلى البيت دق جرس الباب-و لم يكن هذا من عادته- و لكنه شعر أنه إذا دق الجرس سيكون أكثر ذوقا .ففتحت له امراة لم يرها منذ أيام الخطوبة..إنها ريهام زوجته، و لكنها أصبحت فى شكل مختلف تماما..اهتمت بنفسها مرة اخرى بعد أن وجدت الاهتمام..فرجعت فتاة احلامه... ريهام التى أحبها و تزوجها..
و فى المساء خرجا و رأيا القاهرة كما لم يروها من قبل ..رأياها بقلوب محبة و نفوس صافية..و بينما كانوا يتحدثون حكت ريهام قصة
و ذكرت فيها البحر فتذكر محمود حلمه، و قارن بينه و بين واقعه..و وجد أنه لأول مرة يعرف أن الحقيقة يمكن أن تكون أفضل من الحلم ..و أن ما يعيشه الآن أفضل من كل ما كات يحلم به...فما يعيشه الآن سعادة حقيقية أما ما كان يحلم به كان مجرد سراب.
و يبدو أنه ذهب بخياله بعيدا فسالته ريهام بكل رقة: مالك يا حبيبى؟
محمود: مفيش افتكرت حاجة كدة..و نظر بعيدا و ابتسم
تمت

ليست هناك تعليقات: